كلمة اليوم
الكلمة الضافية التي افتتح بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أعمال السنة الثالثة من الدورة الثالثة لمجلس الشورى تؤكد من جديد على الثوابت الاسلامية الراسخة التي ترفض ظاهرة الارهاب بكل أشكالها ومسمياتها وأهدافها التخريبية، ولن يتمكن الارهابيون بأعمالهم المنحرفة الخارجة عن مبادىء وقيم ومثل العقيدة الاسلامية، والخارجة عن كل الأعراف والاخلاق من المساس بأمن المملكة وأمانها واستقرارها، ولن تسمح المملكة كما أكد (حفظه الله) بوجود الأفكار الضالة المشجعة والمغذية للارهاب، حتى وان تظاهر أولئك المارقون بالتدين، فالاسلام بريء منهم ومن أعمالهم، ولاشك أن الدولة بقيادتها الحكيمة قادرة بإذن الله على تحقيق ما من شأنه المحافظة على أمن هذا الوطن وهوعلامة فارقة تميزت بها المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وحتى العهد الحاضر، كما أن المملكة من جانب آخر حريصة على التمسك بمسيرة الاصلاح التي لم تتوقف عجلتها عن الدوران لما فيه خير هذا الوطن ومواطنيه، وقد تحققت في مضامير تلك المسيرة أشواط بعيدة في المجالات السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية كان لها الأثر الفاعل في دفع عجلة التنمية الشاملة الى ذروتها، كما أن المملكة آخذة من خلال تلك المسيرة بإنشاء الجمعية الأهلية لحقوق الإنسان وفقا لما نادت به الشريعة الاسلامية، فقد كان هذا الدين القيم أول من نادى بتلك الحقوق، فالدولة مستمرة بحمد الله على طريق الاصلاحين السياسي والاداري، وهي بذلك تستجيب لكل المتغيرات والمستجدات الطارئة، فثمة تحرير للاقتصاد من العوائق الروتينية وتشجيع المستثمرين في الداخل والخارج، وخصخصة العديد من المشروعات الخدماتية الكبرى، كما أن إنشاء المجلس الاقتصادي الاعلى وإنشاء وزارة للاقتصاد والتخطيط يستهدف استمرارية التنمية الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية لكل مواطن، كما أن الدولة سلطت الأضواء على مشكلة الفقر وطرحت الدراسات الكفيلة باحتوائها، فالاصلاح الحقيقي في هذه البلاد ينبع في جوهره من عقيدتها، وهو اصلاح منهجي سوف يحقق لهذا الوطن نموا شاملا ومتكاملا ويحقق لمواطنيه المزيد من الرخاء والرفاهية، ومن جانب آخر فإن المملكة وقفت وقفة شجاعة وأصيلة مع العراقيين في محنتهم والتزمت بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورغم ما حدث من متغيرات دولية فإن المملكة حريصة على التجاوب معها مع ربطها بواقع الوطن الثقافي والاجتماعي والسياسي وتطويعها للارث التاريخي المستمد في أصله من أصول العقيدة الاسلامية السمحة ومبادئها الربانية القويمة.