د. مبارك الخالدي
ايها النفسانيون، أود ان اعلن اختلافي معكم بالكتابة ان التفجيرات الارهابية التي وقعت في الرياض لم تنفذها شخصيات سيكوباتية تمتد جذور سيكوباتيتها الى انحرافات سلوكية حدثت في الطفولة او المراحل العمرية المبكرة، وليست فعل اناس مصابين بالانفصام الاضطهادي الذي يؤدي بالمصاب به الى ممارسة الاعمال العدوانية، وليست بسبب الاضطرابات النفسية المتعلقة بالنوم والكوارث، او التغيرات في حياة الاسرة في السعودية وخروج المرأة الى العمل والاعتماد على الخادمات الاجنبيات والسائقين، او التمييز والتفرقة في معاملة الابناء والافراط في التدليل أو الخلافات الاسرية والانفصال والطلاق.ياسادة ياكرام.. في رأيي، وهو الرأي الذي اعترف بحقكم في ضربه بعرض الحائط ان لم يعجبكم، انكم قد جانبتم الصواب اشحتم بانظاركم عن الحقيقة ولهذا جاءت اراؤكم الموشاة بمصطلحات علم النفس والتحليل النفساني لتضاعف العتمة ولتزيد التضليل تضليلا وتبعدنا عن الحقيقة وكنا قد اقتربنا منها او كدنا. بكلمات اخرى صريحة، ان تحليلاتكم للارهاب لاتختلف في التأثير والنتائج عن (نظرية المؤامرة), و(نظرية التغرير)، و(نظرية الحسد)، اي ان التفجيرات الاخيرة وما قد يتعرض له هذا الوطن من مصائب ومحن (لاسمح الله) هي نتيجة حسد الآخر لهذا البلد على النعم التي وهبه الله اياها.ماحدث في الرياض لانحتاج لكي نعرف اسبابه الى علم النفس والتحليل النفسي ولا الى ماجادت به عبقريات جيمس واريكسون وفرويد ويونغ ولاكان وغيرهم. اسباب ماحدث شاخصة امام الأعين في كل عطفة وطريق، في المساجد والجامعات والمدارس ومعسكرات الكشافة والجوالة وفي البيوت. كل مافي الأمر، انه تم تجاهلها وعدم التفكير فيما قد تؤدي إليه من نتائج وأثار، الى ان وقعت الكارثة.ماحدث في الرياض، والخوف ان يكون قمة جبل الجليد، هو نتيجة نشوء وشيوع تيار فكري متزمت متطرف يؤمن أصحابه انهم الوحيدون السائرون على الصراط المستقيم، وما عداهم يحث الخطى في طريق الضلال والغواية.استطاع هذا التيار الانتشار وفرض وجوده على ارض الواقع لاسباب منها الاعتقاد بأنه سيكون وقاء ودرعا يحمي الشباب في الوطن من الغزو الفكري المهدد بالافكار الهدامة والموبقات، وحافظا للخصوصية المجتمعية. وسرعان ماتطور الى فكر جهادي وجد معتنقوه من الشباب محرضين بالفتاوى الجهادية التي اطلقها بعض الشيوخ في (الجهاد) الافغاني فرصة لترجمة الافكار الى افعال واعمال، والتفجيرات الارهابية في الرياض هي امتداد واستمرار للجهاد الذي بدأ في الخارج من وجهة نظر منفذيها.