10 آلاف سعودي من أمهات أجنبيات «تحت خط الفقر»
كشف رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر» الدكتور توفيق السويلم، عن استعادة 22 أسرة سعودية من أصل 661 يقدر عدد أفرادها بـ 2000 شخص يقيمون في 22 بلداً عربياً وأجنبياً، وقال: إنه تم تأمين مساكن للأسر حين عودتها لأرض الوطن إضافة لربطهم بالشؤون الاجتماعية من خلال الضمان الاجتماعي، والجمعيات الخيرية الأخرى لتقديم المساعدة والعون لهم، فيما تم إنهاء إجراءات منح الجنسية لبعض هذه الأسر، فيما يجري العمل للشفاعة لدى الجهات المختصة لاستكمال إجراءات بقية الأسر في الحصول على الجنسية السعودية متى ما انطبقت عليها الشروط، وأوضح د. السويلم في حوار شامل مع «اليوم» أن الجمعية وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة، تتمكن من صرف إعانات مالية شهرية تختلف من دولة لأخرى لأرباب هذه الأسر لمساعدتهم في التغلب على ظروف الحياة من خلال ميزانية تبلغ 5 ملايين ريال سنوياً، وأضاف أن معظم الأسر السعودية التي تعيش خارج البلاد تتركز في 30 دولة حول العالم وإن كانت النسبة الأعلى في سورية ومصر والبحرين والمغرب.. وإلى تفاصيل الحوار: * متى تأسست «أواصر» والهدف منها؟** تم تأسيس الجمعية بناء على الأمر الملكي الكريم بتاريخ 6 - 12 - 1422هـ بغرض إضافة الرعاية الصحية والاجتماعية لأبناء الأسر السعودية في الخارج وإجراء الدراسات وتحليل الظاهرة على شرائح مختلفة من السعوديين الذين تزوجوا من الخارج وبيان أثرها السلبي لكثير من المقدمين على الزواج من الخارج والتي منها على سبيل المثال لا الحصر وجود طلبات مبلاغ فيها لمقدم الصداق ومؤخره، طغيان الجانب المادي في هذه العلاقة، وجود مصروفات إضافية خاصة بالسفر وتذاكر الطيران وهدايا لأسرة الزوجة عند كل سفرة، دخول الزوج في تبعات مطالب أهل الزوجة من استقدام بعضهم والبحث لهم عن وظائف داخل المملكة، تعرض البعض إلى عمليات ابتزاز من خلال الخاطبات أو السماسر، انتقال أمراض معدية ومستعصية من خلال سيدات سيئات السمعة أو مرضى، فضلاً عن كثير من المشكلات الاجتماعية ووجود أطفال ناتجة عن هذا الزواج والذي ينتهي دائماً بالفشل، وقد يعاني هؤلاء الأطفال طوال حياتهم من هذا الزواج وقد تنتهي بهم الحياة إلى مصائر سيئة، بل إن بعض الأزواج يكتشفون أن زوجاتهم كن على ذمم أزواج غيرهم عند زواجهم ومشاكل أخرى كثيرة يطول شرحها.زواج سياحي * انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة الزواج السياحي للسعوديين في الخارج خلال الصيف.. ما تعليقك؟** مواجهة تلك الظاهرة تتطلب من المشائخ عدم تبسيط العلاقات الأسرية الناتجة عن ما يسمى بالزواج السياحي للسعوديين في الخارج خلال الصيف مثل «المصياف والمسيار والويك إند، وزواج الطلاب» وغيرها من مسميات الزواج المستجدة حيث ينتج عنه العديد من المشاكل ولا سيما عندما يكون الضحية هم الأطفال، وحذر أيضاً من تنامي ظاهرة زواج السعوديين من الخارج اعتقاداً من البعض أن هذا النوع من الزواج أقل كلفة وأكثر سعادة بعد ان أثبتت الدراسات عكس ذلك، وأن الزواج من خارج حدود الوطن أكثر كلفة وأكثر شقاء، كما أنه شبيه بنظام التقسيط الذي لا ينتهي. منظومة متكاملة * وما علاقتكم بالسفارات؟** نحن نعمل في ظل منظومة متكاملة بالتعاون مع وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية والمالية، كما نتشرف بالرئاسة الفخرية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتعمل الجمعية بالتعاون مع سفارات خادم الحرمين الشريفين حول العالم للبحث عن الأسر المنقطعة، وبالفعل تم إرسال خطابات إلى 100 سفارة حول العالم، ويتم العمل من خلال أقسام رعاية السعودية في هذه السفارات للبحث عن الأسر السعودية هناك. 11 عاماً وبدأت هذه المشكلة في الظهور مع بدايات عصر الطفرة النفطية وسفر السعوديين للخارج وخاصة الطلاب للدراسة، ولسبب أو لأخر تنتج علاقات زواج، وينتج عن هذا الزواج أطفال يكبرون ويأتون بحثاً عن حقوقهم في كونهم سعوديين، ومن خلال الإثباتات التي تجريها السفارات يتم التحقق من نسبهم ومساعدتهم، وخلال 11 عاماً هي عمر الجميعة نجحنا في رصد 661 عائلة منقطعة في الخارج تضم 2000 فرد، وبالفعل نحاول تقديم المساعدة الممكنة لهؤلاء، سواء في بلده حيث يقيم من خلال التوظيف أو المساعدة المادية شهرياً، أو حتى إعادة من يرغب منهم في العودة واستطعنا إعادة 22 أسرة بالفعل.* ما أهم الأرقام والإحصائيات المتعلقة بظاهرة الزواج من أجنبيات وموقفكم منها؟ ** يوجد أسر منقطعة في الكويت، والإمارات وسوريا ولبنان والأردن والمغرب ومصر والفلبين وأندونيسيا والهند، فيما تعد البحرين والمغرب أكثر الدول العربية التي تتواجد فيها أسر سعودية منقطعة، وقد كشف الملتقى الإعلامي الأول للجمعية عن تنامي مشكلة الأطفال السعوديين الذين يدينون بالمسيحية نتيجة زواج سعوديين بأجنبيات، وحالياً لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن هروب النساء غير السعوديات المتزوجات، بينما أوضح تقرير لوزارة الداخلية عن 5800 حالة زواج من غير سعوديات خلال عام، وللعلم هناك 100 شاب وفتاة من آباء سعوديين يعملون في بلدان أمهاتهم في مهن دنيا، كما يعيش نحو 10 آلاف سعودي من أمهات أجنبيات في الخارج تحت خط الفقر، واللافت للنظر أن السعوديين أنفقوا 100 مليون ريال على 10 آلاف زيجة سياحية خلال عام ونصف.زيارات ميدانية * هل تقوم الجميعة بزيارات ميدانية للوقوف على أحوال الأسر؟** أولاً نقوم بالتواصل مع سفارات المملكة حول العالم، بعدها نتوجه إلى هذه الأسر في بلادها للوقوف على أحوالها وتقديم مساعدات ومعونات لها، حيث إن الميزانية السنوية للجميعة تقدر بـ 5 ملايين ريال نصفها للزيارات الميدانية والنصف الآخر نبعث به غلى السفارات لتوزيعه على هذه الأسر، والجمعية بصدد إجراء دراسة علمية ميدانية لرصد أعداد الأسر السعودية في الخارج وذلك من حيث الجنس، المستوى التعليمي، الوضع المعيشي، ثم تقديمها للجهات المختصة بعد الانتهاء منها في القريب العاجل، وأدعو رجال الأعمال والبر إلى تقديم المساعدة خاصة وأن الميزانية هزيلة ولا يمكن أن نتوقع من الدولة حل جميع المشاكل، ومؤسسات المجتمع المدني يجب أن يكون لها دور كبير في هذا المجال.حصر وتصنيف* ولكن هل تم حصر الأسر وتصنيفها؟** بالطبع نسعى إلى ذلك، وكما قلت لك إنهم 661 أسرة تضم 2000 شخص نصفهم نساء وفتيات والنصف الآخر شباب ورجال، وهناك مندوبون في أقسام الرعاية بالسفارات يقومون بزيارة هذه الأسر والوقوف على وضعها، وكل يوم نكتشف حالات جديدة، وعلى كل حال العدد على ما هو عليه منذ 11 عاماً يزيد أو ينقص قليلاً، وكان التوجيه السامي لنا بلَمِّ شمل هذه العائلات، وعدم ترك الأمور مفتوحة للظروف. أطفال الخارج** هناك سعوديون يتنكرون لأطفالهم بالخارج.. فما الإجراء في هذه الحالة؟** هذا وارد بالطبع، وعندما يأتينا شخص ويثبت صحة كلامه بأن له جذور سعودية عن طريق السفارة طبعاً، ومعه الإثباتات اللازمة، نحاول إيصاله لأسرته في المملكة، وأتذكر أن أحد الأشخاص تنكر لأسرته في الخارج، فتمت مخاطبة إمارة المنطقة التي يعيش بها هذا الشخص، وتم استدعاؤه للتحقيق معه واعترف في نهاية الأمر بما نسب إليه وهذه حالة واحدة لم تتكرر.سمعة العائلات * هل يتم استخدام تحليل «DNA» لإثبات النسب في بعض الحالات؟** هذه مسؤوليات السفارات التي تستخدم جميع الوسائل الممكنة، لأن هذا الأمر يتعلق بسمعة العائلات، وتمكنا من إرجاع 22 عائلة إلى المملكة بالفعل بعد التأكد بكافة الوسائل من صحة الأوراق، وكانت آخر حالة من المغرب وبالفعل أرسلناهم إلى الأحوال المدنية وحصلوا على الجنسية السعودية، ووفَّرنا لبعضم وظائف والحمد لله جميع هذه العائلات تأقلمت ولم يحدث ارتدادات أو عودة إلى نقطة الصفر.ميزانية ضئيلة * يبدو أن ميزانية الجمعية ضئيلة.. فهل هناك توجه لزيادتها وما الحلول البديلة لدعمها؟** طبعا نحن نقوم بزيارات وكل زيارة تتطلب 100 ألف ريال على الأقل، ناهيك عن المساعدات والهدايا والإعانات التي تقدم ولذلك فـمبلغ الـ5 ملايين ريال لاتكفي، والحل الوحيد يتمثل في دعم وزارة المالية، كمت قمنا بزيارات ميدانية لبعض المناطق للتعريف بالجمعية وودعوة الوجهاء والأعيان، وعقدنا لقاءات في الرياض والقصيم وسنأتي للمنطقة الشرقية قريباً للتعريف بالجمعية، أما بالنسبة للمساعدات فتتركز في المساعدات المالية والعينية للمستفيدين، ومصاريف تعليم الأبناء وبرامج الرعاية الصحية والاجتماعية، إضافة إلى استخراج الأوراق الثبوتية، وتوفير تذاكر السفر والسكن وتكاليف الإعاشة للراغبين في العودة إلى البلاد، وسيتم قريباً افتتاح أول 4 فروع للجمعية بعد شهر في جدة والدمام والقصيم والمدينة المنورة.تسجيل بيانات* هل تم تسجيل حالات لسعوديين بالخارج ضمن قائمة الفكر الضال.. وكيف تتعاملون مع السجناء؟** هذه النقطة تحديداً نحن حذرون منها بتوجيهات من مقام وزارة الداخلية ولله الحمد لم نواجه أياً من هؤلاء، فلم نصادف سعودياً منقطعاً في الخارج منضماً لأصحاب الفكر الضال أو حتى منتمياً لجماعات مشبوهة، أما الموقوفون في سجون دول أخرى فلا علاقة لنا بهم، ولا نقوم بتصرفات شخصية ولكن كل ذلك يكون بالطريق الرسمي عبر السفارات وعلى أسرة السجين أن تتواصل مع السفارة وتقوم بتسجيل بياناتها ثم نحاول نحن التواصل معها ومتابعتها.برنامج الابتعاث * ما هو دور برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في دعم الجمعية؟** دور برنامج الابتعاث قوي جداً في دعمنا، ومساعدة الأسر، فنذهب إلى هذه الأسر حيث تعيش ونعرض عليهم أهداف البرنامج ونقول لهم: أين أولادكم.. وبعد التأكد من الأوراق الثبوتية نقدم لهم المساعدات الممكنة، فيخرج لنا مهندس سعودي بعقلية فلبينية أو مسوق بعقلية لبنانية وهكذا، أو نقوم بتوفير وظائف لهم سواء في داخل المملكة أو حتى في مكان تواجده.. المهم أن يتم تصحيح الوضع وتأمين مستوى معيشة كريم لهم.أسر منقطعة ** ما هو دوركم في التوعية بمضار الزواج السياحي الذي ينتج عنه أسر منقطعة في الخارج؟** في السنوات الماضية ظهرت لنا زواجات جديدة، وبأسماء أكثر غرابة مثل المسيار، والمسفار، والويك إند، والمؤقت، وزواج الطلاب، وغيرها كثير، نتيجة زواج مواطن بامرأة سواء كانت عربية أو حتى أجنبية في بلدها الأصل وللأسف هذه الزواجات يخلع عليها بعض المشايخ الشرعية، ولكني هنا لا أتحدث عن شرعيتها ولكن بما تجره من مشاكل وويلات، وأتمنى من هؤلاء الدعاة والمشائخ عدم تبسيط العلاقة الزوجية فهي مقدسة، ولابد من احترامها حتى ولو كانت من إسرائيلية، وعدم اللعب باستخدام الإسلام كـ«جسر» لتحليلها، كما أتمنى حل مشاكل الإسكان وتقليل تكاليف الزواج للقضاء على هذا النوع من الزواج الذي إذا كان ظاهره الرحمة والسعادة والتسهيل، إلا أن باطنة يخفي الكثير من العذابات التي لا تنتهي، ولابد من حلول استباقية لعلاج مشاكل التفكك الأسري وانحراف الأبناء، لأن كل هذا سيحد من زواج السعوديين من الخارج وبالتالي القضاء على هذه الظاهرة التي انتشرت كثيراً.خطة توعوية * هل أعددتم خطة توعوية تحذر الشباب من خطر الزواج من الخارج؟** بالفعل أقر مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر» خلال اجتماعه السابع قبل عدة أشهر، خطة متكاملة تم تنفيذها خلال الصيف للتوعية بالآثار السلبية لزواج المواطنين السعوديين من أجنبيات والمشكلات الاجتماعية والأسرية الناجمة عن هذا الزواج والتي تشهد تزايداً كبيراً في معدلات سفر المواطنين للخارج، وإعداد مجموعة من الدراسات العلمية والميدانية بالتعاون مع أساتذة علوم الاجتماع والنفس للوقوف على حجم ظاهرة الزواج من أجنبيات.