قرأ معالمه ـ أمين البودريس

العرفج.. عندما بكى طين 'القيصرية' !

المواطنة الحقّة حسُ جبلّي لا شعار مجالس سويعات الأصيل، حيث يسبح كلّ شاعر في أوهـام أقرب إلى الخجـل الكليم. هي استعداد فطريّ، وتربية مسـؤولة، عالمة بأدق تفاصيل الإجابات المكتوب لها أن تعمّر، وتخـلّد باسم صاحبها، فيصبح الأبنـاء مدينين بالفضـل ـ بعد الله ـ لآبائهم الذين ما توانوا في تغـذية أبنائهم بتقدير وإجلال، لحمل تلك الأمانة، والعمل على تبليغها حتى يرث الله الأرض ومن عليها. عندما يتحول الإسمنت عقلا؛ عندئذ يصبح صاحبه ظلا وارفا لمن هم حوله، وبداية الحصى هي إيذان حقيقي لشموخ الجيل القادم. إن الشعور بمرارة عدم المعرفة، هي النهاية لصفعات المرء لذاته واختتامها بالسؤال: لماذا لم أعرف؟، والتردد قبل الإجابة بصمت مدرك لهو دليل قوّة يطلق العنان لملـكاته، بأن تخاطب بارئها بـ: (ونفس وما سوّاها)، ليعرف ذلك المـرء حجم تلك الذات، وماهيّتها، ليعلنها صريحة بتعريف النذر اليسير ممّا ساهم هو وغيره في ذلك التعريف فيقول: اسمي عبدالله محمد العرفج، مسقط رأسي الكوت بمدينة الهفوف، ومصدر رفعـة ذلك الرأس مردّه أبي ـ رحمه الله ـ، الذي غرس كل ما هو أصيل وثابت في نفسـي، فسعى إلى تمكين ثوابت الانتماء لأرض الأحساء، والتفاني في حب أهلها على اختلاف شرائحهم، فظفرت بذلك الحب. تخرّج المهندس العرفج، عبدالله بن محمد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سنة 1402هـ، فزاول العمل الوظيفي ببلدية الهفوف (المركز الرئيـس) كمهندس لقسم الطرق، ثم عيّن رئيسـا لذلك القسم سنة 1404هـ،، وفي العام الذي يليه عيّن مديرا للشؤون الفنيـة بالبلدية، وفي سنة 1407هـ أصبح مساعدا لمدير البلدية، ثم مشاركته لزميله المهندس سعيد الخرس في تأليف كتاب الأحساء في مئــوية التوحيد والبنـاء 1419هـ)، وفي عام 1424هـ احتل منصب مساعد رئيس البلدية للشؤون الفنية، وتخلل تلك الأعـوام دورات خارج الوطـن، شملت المملكة المتحدة، اليابان، أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية. إن التعاقب الإداري الذي لفّ بلدية الأحساء كان ظاهـرة ومازال، يمثل الجانبين الإيجابي والسلبي، وهذا حس المواطن المشروع، والحق المكتسب في تقييم الخدمات المقدمـة له، ويشترك في هذا الرأي من نحن في ضيافتـه، معـللا ذلك بموضوعية الالتزام بالخطط الهيكلية، ويثمن جهود وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف الدكتور سعد الراشد، في الحدّ من عملية نظام ما يسمى بنزع الملكية، لأنه يمثل دمارا للنسيج العمـراني، ومن سلبيات ذلك ارتفاع درجة الحرارة بمحافظة الأحساء 4 درجات مئوية، فضـلا عن ذلك فالعرفج ضد مدنيّة القرية الأحسائية، لأن في ذلك فقدانا لهوّيتها.ومما يغبط العرفج عليه، هو مشروع إعادة تدوير النشاط السياحي بميناء العقير، واستجابته لوضع اللبنات الأولى، ومشاركته الفاعلة في وضع التصور للموضوع التراثي لمحافظة الأحساء، بعد بكـاء طـين (القيصرية) إثر الحريق الذي التهم نصيب الأسد من عراقتها العام المنصـرم، فكانت انتفاضة العرفج نحو التراث، وتأصيله والعناية به. ويشيد بدور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وكيل الحرس الوطني للقطاع.مهندسنا العرفج، يكاد لا ينسى أن هناك الجزء المقدس لديه الذي دفعه نحو كل مثابرة، وهي والدته، ولا ينكر على رفيقة وصديقة دربه (حرمه) في العمل البنّاء والدؤوب.