محمد السهلي
من اهم مميزات المدير الناجح والرئيس التنفيذي المميز ان يخلق بيئة عمل بين موظفيه تكتسب صفة " الصحية" , وهي البيئة التي تجعل الموظف يشتاق الى العوده للعمل ويترقب اتاحة الفرصه له للمساهمه في الانجاز , وتجعله ينظر لمقر العمل على انه بيت اخر له وان نجاح المكان هو نجاح له وأي تأخر في الانجاز هو ضرر للمؤسسة او الشركة التي ينتمي لها .. والبيئة الصحيه هي أكثر المجالات التي تدور حولها الدراسات وتنبع حولها التقارير ويستغلها " المنظرون " وبائعي " الحكي " لاقناع اصحاب الشركات او المؤسسات بأيجاد مكان لهم داخل منظومة اعمالهم , وهي البيئه التي تسمع بها كثيرا ونادرا ماتشاهدها على أرض الواقع في المؤسسات او الشركات وحتى في الادارات او اماكن العمل الحكوميه ..ومن اهم صفات بيئة العمل الصحيه هي التحفيز ووضوح الرؤية للعامل او المنتمي للمؤسسة او الشركة حول مستقبله الوظيفي ومراحل تدرجه في سلم الرواتب , وأضف على ذلك الاهتمام بضرورة توفير كافة عوامل التيسيير للعامل لاداء عمله مثل توفير المواصلات والسكن المناسب او البدلات التي تعوض ذلك ..بأختصار بيئة العمل الصحيه هي التي تعطي الموظف او العامل حقوقه وحوافزه بطريقه منظمه وواضحه لاتضطره فيها الى تقديم " المعاريض " واستجداء المدراء لنيل حقوقه ..وهي البيئه التي لايشعر فيها الموظف بالظلم ..مادفع الى هذا الكلام هو خبر نشر في احدى الصحف الخليجيه امس يتحدث عن شركه يابانيه , قامت بأبتكار طريقه لرفع معنويات عامليها , حيث وضعت برنامجا يتيح للموظف الشعور انه مدير لمدة يوم عمل كامل , حيث تتلخص الفكره حول قيام مدراء الادارات داخل الشركه بالتنازل عن مكاتبهم الفاخره للموظفين بحيث يقول الموظف بتقمص دور المدير بدون صلاحيات واستغلال امتيازات المدير ,,حيث يقوم الموظف المحظوظ بالاسترخاء على كرسي المدير " المريح" وكذلك الشرب من قهوة المدير الصباحيه والركوب مع سائق المدير وكذلك الدخول من نفس بوابة المدير , في الوقت الذي يقوم فيه المدير باخذ قسط من الراحه طيلة اليوم في غرفة خاصه بعيده حتى لاتؤثر تصرفات ومنظر موظفيه وهم يستغلون امتيازاته على نفسيته ,,!!البرنامج ظريف وهدفه هو بث شعور القياده والراحه لدى الموظفين , وتحفيزهم لبذل الجهود من أجل الوصول الى المناصب القياديه وهو يراعي في نفس الوقت " نفسية " المدير ولاتجعله يشعر بأي أثر سيئ وهو يشاهد موظفيه " اللذين يمارس عليهم غروره القيادي يوميا" وهم يتمتعون بأمتيازاته ..في الوطن العربي لم يطلب الموظفون رفاهيه زائده كأن يعيشوا عيشة المدراء , اويستخدموا مكاتبهم ويحتسوا قهوتهم الصباحيه ..لم يطلبوا كل ذلك بل لازالت مطالبهم تدور حول الاساسيات من حقوقهم وعدم شعورهم بالظلم , ووضوح الرؤيه حيال مستقبلهم , وقبل كل ذلك ان تنعكس نظريات البيئه الصحيه بشكل فعلي على واقعهم ..وحتى يتحقق ذلك دعونا نتأمل شعور عاملي تلك الشركه اليابانيه ..وهم " يقهرون " المدراء ويعيشوا رفاهيتهم ..رئيس قسم الاقتصاد