صحفي بمهنة «حداد» !
بدأت حكايته من بلده عندما عرض عليه العمل في السعودية بفيزا عمل قيل له : إنها «حرة» وانه سيكون حرا بالمملكة لامتهان أي مهنة .. يقول بصوت حزين: «كنت أنوي تعديل مهنتي بعد وصولي من «حرة» إلى «صحفي» وهي مهنتي الرئيسة التي أتقنها, وعندما وصلت اكتشفت انه لا يوجد ما يسمى «حرة» وأن مهنتي بالأوراق الرسمية «حداد»، وأن المتسبب في تلك الخديعة سماسرة من أبناء بلدي .. صحيح ان المكتب باسم سعودي، لكن الادارة الكاملة غير سعودية..!». ويضيف أيمن : «حاولت الوصول الى صاحب المكتب، لكنهم رفضوا تواصلي معه، وقالوا لي : إنك حر في التنقل والعمل في أي مكان بغض النظر عن المهنة وان ما نطلبه هو مبلغ شهري منك حتى تقوم بنقل كفالتك على مكان آخر». لم يدرك أيمن انه دخل في شبكة تعمل على استغلال النظام بما يخالف النظام وان ضعف الرقابة على بعض المكاتب وتسليمها للوافدين قد حولها الى مكاتب سمسرة بالفيز واستغلال للضحايا الأبرياء مثل أيمن ..!
مضى الآن على أيمن قرابة عامين لا يستطيع التخلص خلالهما من وصف «حداد» أو الهروب من دفع مبالغ كبيرة للمكتب عند طلب أي ورقة خلاف المبلغ الشهري الثابت..!
طلب أيمن منهم ذلك الخطاب وطلبوا منه خمسة آلاف ريال اضطر أخيرا لدفعها للحصول على ورقة عدم الممانعة, بعد فترة فكر في نقل كفالته على المكان الجديد فطلبوا تعديل المهنة من «حداد» الى «صحفي» ليقع أيمن في شباك آخرين امتهنوا تخليص المعاملات المعقدة بمبالغ كبيرة. رفض أيمن الدخول في دوامة «دفع» جديدة، وقال : «لن أدفع لأحد مستقبلا ».مضى على أيمن الآن قرابة عامين وهو لا يستطيع التخلص خلالهما من وصف «حداد» أو الهروب من دفع مبالغ كبيرة للمكتب عند طلب أي ورقة خلاف المبلغ الشهري الثابت الذي يدفعه مرغما بعد تهديدات بالابلاغ عن هروبه لو خالف ذلك .. وتبخرت أحلام «الصحفي» أيمن على باب «الحدادة»، وأخيرا قال: «حسبي الله».
رئيس قسم الاقتصاد
malsahli@alyaum.com