محمد السهلي

معالي الوزير؟!

أكاد أجزم ان اللقاء الذي جرى في غرفة الشرقية ظهر الأربعاء الماضي وكان ضيفه وزير العمل المهندس عادل فقيه لم يقدم إجابات واضحة لتساؤلات رجال الأعمال بالمنطقة، للدرجة التي ساد فيها انطباع بأنهم خرجوا من اللقاء كما دخلوه، وبحزمة وعود تدور في إطار الدراسة وإعادة النظر، دون تأكيدات بمعالجة ما رآه رجال الأعمال معيقا لأعمالهم وطرحوه بشكل مختصر لا يرسم الصورة واضحة. الطروحات التي حملها اللقاء كانت منوعة وشملت قطاعات عديدة بالسوق, فالمقاولون تحدثوا حول شأن المقاولات والصناعيين في إطارهم، والصحيين كذلك، والناقلون رأوا أن همومهم تستحق العناية, والمستثمرون بالتدريب طرحوا مشاكلهم وأيضا صاحبات المشاغل تحدثن عن طلباتهن وان كن حظين بإجابات وافية وملفتة تستحق التأمل أمام طرق الرد على مشاكل القطاعات الأخرى.** معالي الوزير أحال كل الملاحظات إلى مرافقيه كل حسب تخصصه, ووعد بدراسة بعض النقاط, ولكن ما لوحظ في ذلك اللقاء أن معاليه لم يأت بمعلومات واضحة حول ما ستشهده المرحلة المقبلة من تعديلات في أنظمة العمل والعمال, بل كان مستمعا أكثر من كونه متحدثا, ورمى الكرة في مرمى رجال الأعمال أكثر من مرة، عندما طالبهم بتقديم نقاط بديلة حول أي نقطة سلبية قائمة حاليا في نظام العمل بشرط تحقيقها للهدف نفسه.** فكرت بعقلية رجال الأعمال لأجد أن معاليه لم يقدم آليات واضحة لاستبدال تلك النقاط, المدهش أنه طالبهم بإرسالها عبر بريده الالكتروني أو طرحها عبر صفحته على الفيس بوك, أو تركهم في أيدي  لجان في مجالس الغرف قد لا توصل بعض الأصوات بشكل واضح, وهي طرق قد لا أجدها فاعلة كرجل أعمال احتاج النقاش بشكل موسع حول ما يؤرق عملي وليس إرسال نقاط إلكترونية..** اعتقد ان اللقاء كان يحتاج إلى وقت اكبر , وقد كان الحضور الملفت للنظر مؤشرا على أهمية إعطاء وقت اكبر لسماع وجهات نظر رجال الأعمال بشكل موسع, وان كنت اتفق مع معاليه انه لا يمكن حل كل المشاكل دفعة واحدة, ولكني متأكد أن معاليه يوافقني الرأي حول أهمية الاستماع إلى تفاصيل تلك المشاكل بدلا من اخذ عناوينها فقط دون الاطلاع على كامل الصورة.** دعونا نكون أكثر تفاؤلا ونرفع سقف الآمال تجاه معاليه بأن تكون إستراتيجية العمل المقبلة شاملة ووافية لكل قطاعات السوق, وهو الشخص الذي خرج من بيئة رجال الأعمال والأقرب لهمومهم ، وإن كان قد تبرأ بشكل علني أمام الحضور عن صفة «رجل أعمال» ولكن هذا لا يعني انه جديد على قطاع الأعمال والمال.** ختاما وبعقلية رجل الشارع البسيط أتمنى من معالي الوزير أن يتعامل مع «البطالة الشبابية» بنفس الأهمية التي يوليها في أحاديثه تجاه «البطالة النسائية» وان يتم النظر للقضيتين بنفس الدرجة من الأهمية، وان نرتقي بمستوى السعودة من المهن البسيطة الموجودة في قاع السلم الوظيفي، إلى المهن المهمة الموجودة في الأعلى، خاصة مع مؤشرات بأن سقف البطالة لا يستثني بعض أصحاب الشهادات العليا .*  رئيس قسم الاقتصادmalsahli@alyaum.com