ماذا حدث في السوق ؟
منذ الخامس عشر من شهر فبراير الماضي خسر مؤشر الاسهم السعودية وعلى مدى اكثر من 15 جلسة تداول متتالية قرابة 1283 نقطة فيما يشبه السقوط الرأسي الحر دون وضوح لاسباب ذلك الهبوط , وفي ظل المعطيات الاقتصادية الجذابة تدعمها ارتفاعات كبيرة في اسعار النفط من المتوقع ان تنعكس ايجابا على الاقتصاد السعودي .. اقتصاديون فسروا ماحدث بأنه خروج لبعض رؤوس الأموال الأجنبية , فيما يؤكد آخرون أن الخروج لم يقتصر على رأس المال الأجنبي الذي لايشكل نسبة كبيرة من حجم الأموال المستثمرة عبر شركات الوساطة , بل تعداه الى خروج لرأس مال محلي وأيضا دون وضوح للأسباب مع تلميحات إلى تأثر مايحدث من تطوارت سياسية في المشهد الشرق أوسطي .. ورغم حالة الهبوط الرأسي الحاد التي تعرض لها السوق « بفعل فاعل « الا اننا نلحظ زيادة واضحة في كميات التداول وحجم السيولة المدار بالسوق و حيث سجلت الكميات المتداولة يوم 21 فبراير أدنى مستوى لها عند قرابة 134 مليون سهم , ولكنها مالبثت أن شهدت صعودا رأسيا أيضا وصل في يوم الأربعاء الماضي إلى قمته عند 271 مليون سهم .. تلك الصورة مابين السقوط الرأسي للمؤشر وارتفاع كميات التداول وقيمته تعطي إيحاء أن هناك خروجا بالفعل لرؤوس أموال كبيرة وفي المقابل دخول رؤوس أموال أخرى ذكية وواثقة من قوة الوضع الاقتصادي والاستقرار السياسي المتين بالمملكة , وهي من وجهة نظري تمتلك نظرة بعيدة الامد وتسجل دخولا في مناطق مغرية وجذابة للغاية من مسيرة المؤشر السعودي ..يقول كريستوفر بيل صاحب النظريات المميزة في أسواق المال في وصفه للمستثمر الذكي: إنه «هو الذي يبيع في وقت يقوم فيه الكل بالشراء , ويشتري في الوقت الذي يقوم فيه الكل بالبيع» الغريب في ظل ذلك المشهد الأحمر الذي عاشه السوق اننا لم نلحظ دخولا للصناديق السيادية وبشكل واضح يمسك المؤشر من السقوط الحر ويحدث عملية توازن مابين قوى العرض والطلب , وهي المشكلة التي دائما ماتطرح خاصة في ظل وجود العقليات التي تدير تلك الصناديق والتي تغلب عليها روح المضاربة أكثر من الاستثمار وإحداث توازن بالسوق .. وكالعادة أيضا خيم الصمت على هيئة سوق المال ولم يحدث منها أي تدخل أو تصريح يوضح الصورة وهو مايزيد الوضع قتامة , ولكننا تعودنا ذلك الصمت من الهيئة التي تشبه الجهة الغامضة التي من الصعب فهم تصرفاتها , وقد نكون لاننتظر منها الكثير في ظل سياستها الاعلامية الحالية .. الايجابي في الموضوع كله ان الاسهم الان اصبحت في مستويات جذابة للمستثمرين الاذكياء وكذلك للمضاربين اليوميين المحترفين , وهي فرصة للدخول بكميات خفيفة تزادا مع كل نزول من اجل بناء ثروات قد تتضخم خلال وقت قصير بعد الاتدادات المتوقع للسوق والتي يتوقع ان تكون رأسية وسريعة لتمثل القاعدة العامة في الاسواق التي تقول ان كل سقوط رأسي يتبع ارتفاعا رأسيا سريعا .. يقول كريستوفر بيل صاحب النظريات الميزة في اسواق المال في وصفه للمستثمر الذكي انه « هو الذي يبيع في وقت يقوم فيه الكل بالشراء , ويشتري في الوقت الذي يقوم فيه الكل بالبيع « ..لذلك كن من تلك الفئة الذكية وصاحبة النظرة طويلة الامد التي تنشد الاستثمار , والاهم هو الاختيار الجيد للشركات ذات العوائد والمستقبل المشرق وخاصة تلك التي تمثل عماد الاقتصاد في كل قطاع من قطاعات السوق ..*رئيس قسم الاقتصادmalsahli@alyaum.com