د. عبد الرحمن الربيعة

المجالس البلدية وأهمية المشاركة

الواقع العام لنظرة المواطن للمجالس البلدية غير إيجابي وغير متحمس وذلك لعدة اسباب عايشها الناس خلال السنوات الست الماضية من عمر المجالس البلدية في المملكة ، حيث لم يشاهد المواطنون أي تغيير يذكر في مستوى الخدمات والتطوير في المدينة وكذلك لم يعرف المواطن ما تم تطويره أو تنميته في المدينة من قبل المجلس البلدي وما الدور والانجاز الذي حققه أعضاء المجلس حسب ما وعدوا به الناخبين خلال حملاتهم الانتخابية والشعارات التي رفعت في ذلك الوقت.

لذلك نلمس بعض العزوف عن المشاركة بالدورة الجديدة للمجالس البلدية وكذلك نسمع في المجالس والديوانيات (باللهجة الخليجية) التعليقات والملاحظات على أهمية وحقيقة هذه المجالس والانتخابات البلدية وذلك بسبب نتائج الدورة الأولى التي في نظري لم تكن موفقة لعدة اسباب منها التنظيمي مثل عدم وجود لوائح وأنظمة واضحة ودقيقة تبين دور الأمانات ودور أعضاء المجلس البلدي وكذلك عدم وجود صلاحيات وإجراءات عمل تمكن الأعضاء من الحركة والنشاط لخدمة المدينة، وفي الجانب الاخر عدم كفاءة بعض الأعضاء فنياً أو انشغال بعضهم في الخلافات والمواجهات التي ظهرت على السطح وفي الاعلام مما اوجد أحباطا وقلة اهتمام لدى المواطنين، وفي نظري أن هذا  أمر طبيعي وردة فعل متوقعة قياساً لما تحقق من قبل المجالس البلدية بالمملكة  في الدورة الأولى.

المجالس البلدية تجربة حديثة ومحاولة أولى لمشاركة المواطن في اختيار وضع بعض القرارات التي تهم مدينته أو الحي الذي يسكن فيه ومستوى الخدمات التي تقدم إليه، لذا يتوجب علينا أن لا نتراجع أو نحبط من عدم تحقيق الطموح.

ان المجالس البلدية تجربة حديثة ومحاولة أولى لمشاركة المواطن في اختيار وضع بعض القرارات التي تهم مدينته أو الحي الذي يسكن فيه ومستوى الخدمات التي تقدم إليه، لذا يتوجب علينا أن لا نتراجع أو نحبط من عدم تحقيق الطموح كاملاً في المرحلة الأولى لأن أي مشروع يحتاج إلى تجارب وصقل خبرات لكي يسير بالطريق الصحيح ويصل إلى التوقعات الجميلة التي يطلبها المواطن، وكذلك نحتاج إلى بعض الوقت ليكون دور مؤسسات المجتمع المدني المنتخبة فاعلا وقويا ومحترما من القطاع الحكومي وذلك لغرض تحقيق المصلحة العامة التي تطمح لها الدولة والشعب معاً، لذا يتوجب علينا المشاركة بصوتنا في المجالس البلدية القادمة. وإلى الأمام يا بلادي