د. عبد الرحمن الربيعة

مجرد مقارنة

الأمكانيات والسهولة التي توافرت في السنوات الأخيرة بوسائل الاتصال والحصول على المعلومات جعل العالم قرية صغيرة يطلع الجميع على أخبار واقتصاد وتطور كل بلد، حيث تسهل المقارنة بين مستوى ونمو وتحسن الدول في الجوانب العمرانية والاقتصادية والخدمية، وتسعى جميع الدول للوصول إلى المكانة المميزة في التقدم والرقي والعيش المناسب الذي يرضي المواطنين وييسر حياتهم اليومية.

وقد تواصلت الشعوب مع بعضها وسافر الناس لدول عديدة واطلعوا على ما لديهم من نهضة وتنمية،  رغم أن بعض الدول تعاني من محدودية الموارد الطبيعية وقساوة البيئة من جبال وثلوج وغيرها، وهذا التقدم بالعديد من البلدان أمر جميل جدا يستحق الفخر والاعتزاز، لأنه بطبيعة الحال انعكس على مستوى الحياة الاجتماعية للمواطنين وكذلك الرفاهية والمستوى الراقي للخدمات المقدمة سواء في الجانب التعليمي أو الصحي أو النقل وغيرها مما يحتاجه الشعب.

نلاحظ أن بلادنا لا تزال دون المستوى المطلوب في العديد من الجوانب التنموية سواء في مجال البنية التحتية أو الاقتصادية أو الخدمية، وهذه المقارنة يمكن تطبيقها على دول ليس لديها تاريخ صناعي مثل كوريا وسنغافورة وماليزيا.

 ولكن إذا ما قارنا بلادنا الغالية والحبيبة على قلوبنا مع بلدان متطورة رغم ما لدينا من موارد طبيعية من النفط والغاز والمعادن بالإضافة إلى تميز بلادنا جرافياً بوجود سواحل طويلة وأراض شاسعة وموقع  متوسط بين الشرق والغرب،  نلاحظ أن بلادنا لا تزال دون المستوى المطلوب في العديد من الجوانب التنموية سواء في مجال البنية التحتية أو الاقتصادية أو الخدمية ، وهذه المقارنة يمكن تطبيقها على دول ليس لديها التاريخ الصناعي والاقتصادي الطويل ولا توجد لديها موارد طبيعية ومثال على ذلك كوريا وسنغافورة وماليزيا .والسؤال الذي يكرره العديد من المواطنين ولا يزال يدور في الذهن منذ سنوات طويلة وتتوارثه الأجيال الواحد تلو الآخر،  ما هو سبب بطء التطور في بلادنا، خصوصاً أن ميزانيات مالية كبيرة تصرف من الدولة وهناك رغبة حقيقية من القيادة حفظها الله لتحقيق التنمية وهناك مطالبة مستمرة بالتطور والتقدم إلى الأفضل في كافة الجوانب التي تخدم الوطن والمواطن.  إذاً أين الخلل؟ وما هي المشكلة؟ والجواب (والله أعلم) هو أننا لم نبدأ اساساً بتنمية وتفعيل المواطن ليكون نواة التطور وعنصر المحافظة على مقدرات البلاد لكي تتحق النهضة في جميع المجالات وبكافة المناطق والمرافق دون تمييز أو تفضيل. وإلى الأمام يا بلادي