د. عبد الرحمن الربيعة

فلسفة الأمر الواقــع

تتطوّر الأمم وتتقدّم الشعوب في كافة ارجاء العالم على مراحل وضمن برنامج زمني واقعي ومقبول يتماشى مع طبيعة الناس ومقدار وحجم التغيير المطلوب آخذين بعين الاعتبار مستوى التباين الثقافي والفكري بين طبقات المجتمع المختلفة بالإضافة إلى مراعاة المخاطر المتوقعة من أي تغيير وكذلك المآخذ التي قد يسبّبها التغيير، حيث لا يوجد شيء مضمون بالحياة 100 بالمائة ولكن الفرق في نسبة المخاطرة قد يكون كبيراً او قليلاً.

إن الأسلوب الذي بدأ الظهور منذ سنوات وازداد في الفترة الأخيرة قيام بعض الأشخاص (ذكوراً واناثاً) بعقد تجمعات أو الخروج في مسيرات لإثبات مطالبهم أو وجهة نظرهم أو الاحتجاج على قانون معيّن، ونرى أن هذا الأسلوب غير صحيح في مرحلتنا الحالية حيث يجب أن ننظر إلى الأمور بصورة شمولية تأخذ بكافة وجهات النظر وتحترم بها جميع الآراء، ولا تحاول مجموعة تمثل نسبة بسيطة من الشعب ولا تشكّل أغلبية الآراء فرض أمر لا ترغب فيه الأغلبية، لأن الخلل والمعارضة والاختلاف ستكون كبيرة جداً ولن يتحقق التوافق أو الاستقرار الاجتماعي في الوطن الواحد، إضافة لما تقدّم يتوجب على الجميع سواء الذي يرغب في التغيير أو الذي يعارضه الحرص على المصلحة الوطنية ومراعاة النظام والقانون وكذلك احترام وتقدير دور ولاة الأمر وهيبة الدولة، لأن ذلك هو الأساس في حماية الوطن الذي يجب أن يُصان ويحرص عليه من الجميع، وذلك لأن عيشنا مرتبط بهذا الوطن الذي تربينا فيه كما تربى آباؤنا واجدادنا من قبل.

إن مبدأ التوافق والتفاهم بين ابناء الوطن الواحد هو الأسلوب الأفضل والأنسب لأي تطوير أو تغيير، وعكس ذلك هو فرض الامر الواقع بالمخالفة والتعديل الإجباري.

إن مبدأ التوافق والتفاهم بين ابناء الوطن الواحد هو الأسلوب الأفضل والأنسب لأي تطوير أو تغيير وعكس ذلك هو فرض الامر الواقع بالمخالفة والتعديل الإجباري، حيث لا يخلو الأمر الأخير من الإشكالات وكذلك قد يكون وراء الأمر حب البروز الشخصي احياناً، كما يقال (خالف تُعرف)، وهذا ما لا يجب السعي له من اي شخص يحب وطنه وشعبه، وكذلك يجب عدم السماح بحدوث مثل هذا الأمر من اي شخص أو مجموعة مهما كان قصدها أو نيتها، لأن المحافظة على الأمن والسلام الوطني أولى وأهم. وإلى الأمام يا بلادي..