إعلان طهران: العنف والإرهاب الغاشم يقوضان فرص إيجاد حل إنساني للتحديات المشتركة
اصدر وزراء خارجية الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامى فى ختام اجتماعات الدورة الثلاثين بطهران مساء أمس اعلانا باسم (اعلان طهران) اكدوا فيه مجددا تمسكهم الكامل وتصميمهم على تحقيق اهداف ومبادئ ميثاق المنظمة. واكد اعلان طهران ان العنف والارهاب الغاشم يقوضان فرص ايجاد حل انسانى للتحديات المشتركة من خلال التعاون كما ان اللجوء الى القوة العسكرية والعمل المنفرد وبث الرعب من شأنها ان تضر ايضا بقضية الحرية والديمقراطية. ورفض الاعلان اللجوء الى القوة والعمل الانفرادى اللذين يقوضان حرية الشعوب والامم وسيادتها واعرب عن الانزعاج من تصاعد الميول الى تجاهل القانون الدولى وغايات ومبادئ ميثاق الامم المتحدة. واكد اعلان طهران مجددا ان الاسلام يدعو جميع الامم الى الايمان والتسامح ويحث على تشجيع الحوار والحكمة.. معربا عن قلقه العميق ازاء الربط الخطير والخاطئ بين الاسلام والعالم الاسلامى من جهة وبين العنف والارهاب وانعدام المشاركة والديمقراطية من جهة اخرى بغية التحريض على تصعيد مشاعر الخوف من الاسلام وخلق جو من الكراهية. واكد وزراء خارجية الدول الاسلامية من جديد عزمهم على مكافحة مثل هذا التطرف والتمييز والعمل على تعزيز نهج مستنير فى المجتمع الدولى .. داعين المجتمع الدولى ووسائل الاعلام الى تشجيع الاحترام والتفاهم بين الثقافات والاديان كافة.واكد الاعلان ان البيئة الدولية الراهنة فى حاجة ماسة الى تعزيز الحوار بين الحضارات بغية تقوية اسس التفاهم والمعرفة المتبادلة والتسامح والاحترام المتبادل بين الحضارات.واكد اعلان طهران مجددا التزام الدول الاسلامية بمكافحة الارهاب فى جميع اشكاله وصوره التى تستهدف حياة الاشخاص الابرياء وممتلكاتهم وسيادة الدول وسلامة اراضيها واستقرارها وامنها.ونوه بضرورة تقصى الاسباب الكامنة وراء الارهاب والقضاء عليها .. مبديا رفضه للموقف المتحيز الذى يصف البلدان والحركات الاسلامية التى تقاوم العدوان والاحتلال الاجنبى بالارهاب.وشدد على ضرورة عقد مؤتمر دولى لوضع تعريف للارهاب وللتمييز بينه وبين الكفاح المشروع الذى تخوضه الشعوب التى ترزح تحت الهيمنة والاحتلال الاجنبى من اجل تقرير المصير.وطالب اعلان طهران بالازالة التامة لجميع اسلحة الدمار الشامل وشمولية عدم انتشار الاسلحة النووية بما يؤدى الى نزع السلاح العام والكامل .. مؤكدا ان المؤسسات العالمية المتعددة الاطراف هى الجهات الشرعية الوحيدة للتحقق وضمان الامتثال للمقررات الدولية فى هذا الخصوص.واعرب عن تأييد الدول الاسلامية الكامل لانشاء مناطق خالية من الاسلحة النووية فى كل من افريقيا والشرق الاوسط واسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا .. واهابوا بالدول كافة وخصوصا الدول الحائزة على الاسلحة النووية ممارسة الضغط على اسرائيل لكى تنضم الى معاهدة عدم الانتشار واخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الكاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.واكد تصميم الدول الاسلامية على السعى بقوة من اجل تعزيز جميع حقوق الانسان والحريات الاساسية والعمل على حمايتها بدون اى تمييز على الاصعدة المحلية والاقليمية والعالمية.كما اكد عزم الدول الاسلامية مجددا على المساهمة بفاعلية فى الحفاظ على السلام والامن الاقليميين والدوليين وتعزيزهما وصيانة جميع البلدان الاسلامية وامنها ورفض حملات التضليل الاعلامى والتهديدات الموجهة ضد البلدان الاسلامية.وندد الاعلان باستمرار الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية والعربية الاخرى وسياسة اسرائيل وممارساتها وارهاب الدولة الذى يستهدف الشعب الفلسطيني .. مؤكدا من جديد تضامن الدول الاسلامية مع مقاومة الشعب الفلسطينى والسورى واللبنانى للعدوان والاحتلال.واعرب عن تأييد الدول الاسلامية للشعب العراقى لانشاء حكومة مستقلة وديمقراطية تكون ممثلة تمثيلا كاملا للشعب العراقى وتقيم تعاونا وعلاقات جيدة مع جيرانها استنادا الى دور مركزى ومساعدة ودعم اساسيين من الامم المتحدة.. ونادى الاعلان بالاسراع فى استعادة كامل السيادة العراقية من خلال اقامة حكومة شرعية ووضع نهاية للاحتلال .. وحث القوى المحتلة على نقل ادارة العراق الى حكومة عراقية مؤقتة فى اقرب وقت ممكن. واعرب اعلان طهران عن ترحيبه ودعمه للادارة الافغانية المؤقتة لانشاء حكومة نيابية كاملة وتعزيز الامن وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ورحب بالمبادرات الايجابية لزعماء الهند وباكستان لنزع فتيل التوتر فى المنطقة.. مؤكدا تأييده لشعب جامو وكشمير من اجل تحقيق حقهم فى تقرير المصير. كما رحب اعلان طهران من ناحية اخرى بالتطورات الايجابية الجديدة التى حدثت بين الطرفين فى قبرص .. معلنا تأييده للطائفة المسلمة القبرصية التركية من اجل تحقيق حقوقها المشروعة.ودعا الاعلان الدول المتقدمة الى خلق بيئة تتسم بمزيد من العملية والانصاف والشفافية من شأنها تمكين البلدان النامية من تنفيذ برامجها للتعديل الهيكلى بغية تحقيق التنمية المستدامة. واهاب بالدول الصناعية وضع برنامج عمل يتيح للدول النامية الاستفادة من تقنية المعلومات من اجل ردم الهوة الرقمية.وقررت الدول الاسلامية فى اعلان طهران تقوية مكانة منظمة المؤتمر الاسلامى فى الساحة الدولية عبر الحوار والتعاون مع جميع المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة.واكدت الدول الاسلامية رغبتها فى مواصلة التشاور وتبادل الاراء مع الاتحاد الاوروبى والمجموعات الدولية الاخرى بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك.