بقلم

بكل هدوء

بعد أسبوعين تبدأ اختبارات الطلاب في المملكة وبعد نهايتها تبدأ الملهاة والمأساة لاولياء الامور في التعلق بالمجهول لقبول ابنائهم وبناتهم على مقاعد جامعية، انها المأساة السنوية التي تتكرر أمامنا منذ أكثر من عقد ومع ذلك لم نجد لها حلا.. سوف تغرق عين الامهات بالدموع وهن يرين بناتهن وأولادهن غير قادرين على الدخول في الجامعات والكليات ليس لان قرة عيونهن لم يحصلوا على درجة الامتياز بل لان الامتياز اذا لم ترافقه (الواسطة) فلن يقبل فمقاعد الجامعة أقل بكثير من عدد الطلاب المتخرجين وازاء هذا الوضع الكل يفتح مفكرة هاتفه لعلها تحتوي على رقم عميد كلية القبول في هذه الجامعة او تلك الكلية لكن الحقيقة المعروفة هي هروب عمداء القبول والتسجيل والكليات إلى الخارج منعا للاحراج الكل في فترة التسجيل سيغلق هاتفه وحتى لو حظي أحدهم برقم هاتف استاذ جامعي فسيرد عليه: (لا استطيع خدمتك) اما مديرو الجامعات فحدث ولا حرج فمنهم المشغول ومنهم القابض على الجمر ومنهم من يحاول ان يتفهم الوضع لكن ليس بيده حيله.. فاذا كان مدير الجامعة وعميد الكلية ليس بيديهما حيلة فمن اذا بيده الامر؟!حتى من ينجو ويقبل ملفه وينجح في الامتحان التحريري فسوف يسقط في الاختبار الشفوي فقد حدثتني احدى القريبات العام الماضي بان الاختبار الشفوي اطاح بها رغم درجاتها القريبة من العلامات النهائية فقد سألوها التالي: وانت ذاهبة بالسيارة من الاحساء إلى الرياض كم عدد الاستراحات ومحطات البنزين التي تصادفك في الطريق؟مثل هذا السؤال الماكر اطاح برغبتها في الكلية المطلوبة.. نعم مثل هذه الاسئلة تنم عن استهزاء بمشاعر المتفوقات والمتفوقين وتدفع الطلاب الى اليأس فالمشكلة في القبول تتكرر وكأنها في كل سنة المرة الأولى التي نعانيها.. لن اقتنع برأي أي وزير او حتى بمجلس الشورى حين يحاول اقناعي بلغة بيروقراطية صلفه بأن (مواءمة المخرجات مع المدخلات في التعليم والجامعة والوظائف.. الخ) هذا عذر غير مقبول وهذا كلام بلا معنى وياليتهم يكفون عن التصريحات على الاقل حتى لا يستفزوا مشاعر الطلاب والامهات.. ياليتهم.. ياليتهم..!!