المشاكل المادية تدفع 31 ألف ياباني إلى الانتحار سنويا
كان ينبغي ان يحس يوكي سايتو ان ثمة خطبا ما عندما دخل والده بهدوء الى مغطس الحمام الساخن المشترك تلك الليلة ـ وهما لم يستحما معا منذ سنوات .. مع ان هذا تقليد دارج في اليابان.وشعر المراهق بحرج وخرج من الحمام بأسرع ما يمكن وكان ذلك قرارا سيندم عليه مدى الحياة ـ ففي اليوم التالي علم يوكي ان والده البالغ من العمر 47 عاما كان يعاني بصمت منذ أن غرقت اعماله بديون كبيرة وإنه اختار الانتحار كوسيلة وحيدة للخروج من مأزقه.ولقد أصابت هذه القصة ـ المروية في كتاب مع قصص 12 طفلا آخرين توفي آباؤهم انتحارا لمشاكلهم المالية في معظم الأحيان وترا حساسا في اليابان , حيث أصبحت الآلام الصعبة قوة دفع كبيرة تحمل 31,000 ياباني على الانتحار سنويا.ان نسبة الانتحار في اليابان هي ضعف النسبة في الولايات المتحدة , وقد بدأ تزايد حالات الانتحار التي لها علاقة بالديون والمشاكل المالية في الآونة الأخيرة يثير المخاوف في هذا البلد يصارع الركود الاقتصادي الذي ادى لى تصاعد البطالة وحالات الإفلاس وتراكم الديون.ولكن الخبراء يقولون ان الديون المتراكمة تؤدي بسهولة أكثر إلى المأساة الشخصية في اليابان بالنظر الى ثقافة العار التي تجعل الانتحار ملاذا اخيرا للكثيرين.ويقدر عدد الأشخاص المتراكمة عليهم الديون في اليابان بحوالي مليوني شخص.يقول شيغكي كانوماري الذي يقدم مشورة قانونية للأشخاص الغارقين في الديون , إن اليابانيين يشعرون ملتزميين باعادة الأموال المستدانة . وهم يصممون على التسديد حتى لو قتلهم لك.ويقول كاناموري وخبراء آخرون أن مشكلة المديونين المتفاقمة أنتجت ازدهارا في أعمال الدائنين غير الشرعيين (المرابين) الذين يرتبط بعضهم بالعصابات والذين يفرضون فوائد فاحشة قد تصل الى 1,800 في المائة سنويا ـ حسب الشرطة ويلاحقون المديونين بالتهديد بالاعتداء عليهم؟وفي معظم الأحوال الضحايا هم من الأشخاص الكادحين الشرفاء المتوسطين الذين يبدأون باستدانة مبالغ صغيرة من دائني اموال مرخصين من اجل تسديد فواتير مستحقة وما ان يفوتوا فاتورة ما يقعون في فخ الاستدانة من جديد من دائنين مشبوهين يسمون (يامي ـ كين ـ أي مرابين ـ ليجدوا أنفسهم وقد غرقوا أكثر وأكثر في الديون.ويشارك الدائنون المرخصون في الترويج لخرافة الحصول بسهولة على الأموال , والبعض منهم ينشرون اعلانات سخية على شاشات التلفزيون مستخدمين في ذلك اشخاصا مشهورين وشعارات بارقة , وحتى البنوك الرئيسية أخذت تخوض في هذا الميدان وتنشئ وحدات لتمويل الزبائن بالتعاون مع دائنين مرخصين يسمون (سارا ـ كين ) او (دائني اصحاب المعاشات).