ماذا لو حدث العكس؟
عزيزي رئيس التحريرحاول راكب يهودي خطف طائرة استرالية وتصدى له مضيف استرالي مسلم باكستاني الاصل واستطاع ان يمنعه من خطفها بالرغم من انه انهال عليه بالضرب واصاب رأسه بجروح وكدمات وقد ساعدت احدى المضيفات الاستراليات المضيف وتلقت ايضا بعض اللكمات.هذا ما اوردته الاخبار ولكن عتبي على اعلامنا العربي الذي لم يستثمر الموقف وهو حقيقي ليقدمه للمجتمع الغربي ليبين ان الارهاب لا دين له ولا وطن خصوصا ان هذا المختطف كان ينوي ان يصدم بالطائرة احد الاهداف.اقول: لو فرضنا ان ما حدث هو العكس وأن هذا المضيف المسلم هو الذي حاول ان يخطف الطائرة وتصدى له هذا اليهودي ونجح في منعه فماذا ستكون المحصلة؟اولا: هذا اليهودي سيكرم اعلاميا وصحفيا وتليفزيونيا وستجرى معه المقابلات وسيخرج له فيلم مثل افلام رامبو وقد تكون هذه الحادثة سببا في ان يصبح هذا الشخص من اصحاب الملايين وستطبع قصته وتوزع.ثانيا: تستغل اسرائيل هذا الحدث لجلب عطف العالم لها وتصور الجانب الاخر بالهمجية والارهاب وكل ذلك سينصب في غير صالح المسلمين.اذن مشكلتنا مع الاعلام الاسرائيلي ان لديهم عنصر المفاجأة حتى لو كانت الاخبار والمعلومة التي يقدمونها مدسوسة او غير صحيحة وعندما يأتي الرد من الاعلام العربي يكون ردا متأخرا حيث يكون الاعلام الاسرائيلي قد اختلق موضوعا آخر جديدا. اما العنصر الاخر الذي لديهم فهو عنصر الاستمرارية وعدم الانقطاع continuity حيث ان لديهم هدفا وهو تشويه سمعة العرب والمسلمين في الخارج واظهار ان اليهود شعب مسالم متحضر يعيش في غابة وتحيط به هذه الدول المتخلفة ولم يبق الا ان يصفونا بنوع معين من أكلة لحوم البشر الناطقة باللغة العربية ويتصرفون مثل الانسان ويتكاثرون في الشرق الاوسط وليس لهم انياب.زكي اسماعيل قبوري