آفاق
جميل جدا ذلك الاهتمام .. وتلك الالتفاتة بقضايا ذوي الاحتاجات الخاصة .. الذي بدأ مؤخرا يتنامى ويتطور ويحتل مكانا في دائرة الضوء.. بفضل الجمعيات والمراكز والمؤسسات ذات العلاقة بذوي الاحتاجات الخاصة في بلادنا التي أدركت ابعاد هذه القضايا ونذرت نفسها لها)بيد أن الخطوات النظرية لا زالت تسبق الواقع العلمي بأشواط طويلة .. فالندوات والمحاضرات والمناقشات تخرج علينا في كل مرة وينفض السامر بنتائج وتوصيات لا عد لها أو حصر لا زال معظمها حبيس الأدراج والأرفف إن لم تكن قد حفظت في ملفات الحفظ!!وقد يكون وراء ذلك أسبابه التي تكتنف عدم التطبيق الكامل لتلك التوصيات.لعل من أهمها ان معظم تلك الجهات ذات الصلة بالتطبيق تركن الى مبدأ الاعتماد الاساسي على العون والدعم الحكومي وأريحية فاعلي الخير مما يرغمها على شق طريقها دون رؤية مالية واضحة تتمكن من خلالها تنفيذ برامجها.. ذلك لأن الأموال لا ينتظم تدفقها برقم ثابت تستطيع ان تبني عليه ميزانيتها مما يفرض واقع الحاجة لدراسات جادة تضع الحلول الصحيحة بين ايدي تلك الجهات الانسانية.فالمطلوب من جمعياتنا ومؤسساتنا القائمة على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بحثها المستمر عن مصادر ثابتة للتمويل من خلال إقامة تدر المال بطريقة منتظمة تخولها الولوج في مجالات الاستثمار وخصوصا الاستثمار العقاري او انشاء مشاريع ربحية يعود ريعها لصالح تلك الجميعات.إذا الحاجة ملحة لأن تسلك جمعياتنا مسلكا آخر ذي عقلية ربحية والبحث عن بدائل كفيلة باستمرارها وتطور عملها والحيلولة دون انحسار اعمالها خصوصا ونحن مقبلون على زمن تكاد فيه المادة ان تكون اساس كل شيء.من هنا أكرر القول بل وأعيد وأزيد لابد من تكثيف المشروعات الربحية في هذه الجميعات مع الاستعانة بالخبرات لرسم خططها .. بوضع الحلول الكفيلة باستمرار التدفق المادي لهذه الجمعيات طوال العام.