د. عبدالرحمن الربيعة

خبر صحفي .. وتكذيب

إن النشاط المهني بمختلف تخصصاته سواء الطبية أو الهندسية أو الصحفية وغيرها يعتمد أساساً على المصداقية، لأنه عمل يتعلق بالشخص نفسه وتخصصه وخبرته التي يسخرها لتنفيذ عمله الذي يقدمه للأشخاص والمجتمع من خلال أدوات متعددة تتناسب مع طبيعة العمل المهني الذي يقوم به وشريحة المجتمع التي يستهدفها في عمله أو خدماته.إن الإعلام والنشر الصحفي من أدق النشاطات المهنية وأخطرها، لأنه لا يتعلق بخدمة أشخاص محددين كما هو الطبيب الذي يعالج مجموعة محددة من المرضى،الإعلام بمختلف وسائله موجه إلى المجتمع بكامله على اختلاف طبقاته العلمية والثقافية وهذا ـ بلا شك ـ يضع حملا ثقيلا وأمانة وطنية على الشخص الصحفي الذي ينقل الخبر أو يشرح الحدث من خلال مقالاته أو نشرته الإعلامية التي من المطلوب أن تكون صادقة ودقيقة وغير متحيزة. لكن الإعلام بمختلف وسائله موجه إلى المجتمع بكامله على اختلاف طبقاته العلمية والثقافية وهذا ـ بلا شك ـ يضع حملا ثقيلا وأمانة وطنية على الشخص الصحفي الذي ينقل الخبر أو يشرح الحدث من خلال مقالاته أو نشرته الإعلامية التي من المطلوب أن تكون صادقة ودقيقة وغير متحيزة بحيث تعكس الواقع الذي حدث فعلاً بعد التحقيق والتمحيص الصحفي الماهر الذي يعرفه الزملاء الإعلاميون جيداً من خلال تخصصهم وعملهم الذي يمارسونه منذ سنوات، حيث تصدر لهم مقالات وتحقيقات في العديد من الصحف المحلية.إننا في الواقع نشاهد بعض الأخوة الإعلاميين ينشرون أخبارا تميل إلى جانب الإثارة الصحفية أو أحياناً التهويل الذي لا يتوافق مع حقيقة الحدث نفسه، ما يوجد عدم مصداقية لبعض الأخبار الصحفية وسريعا تصدر في نفس الصحيفة مقالات أخرى لنفي أو تكذيب الخبر ، ولا شك في أن وجود مثل هذا الأمر شيء طيب أن يعطى الحق للجميع إعلامياً للنفي أو التكذيب، لكن في نفس الوقت قد يدل تكراره على خلل بدقة الصحيفة أو مصداقية المحرر. كما أنه يؤثر على الرأي العام ويشكك في أمانة أو إخلاص بعض الأشخاص أو المسئولين الذين قد يصيبهم الضرر نتيجة مثل هذه الأخطاء في المهنة الصحفية التي قد تكون غير مقصودة، لكن يندفع لها بعض الصحفيين كسبق صحفي أو بروز إعلامي لا يتناسب مع مهنية العمل الصحفي الحقيقي الذي نفتخر بأن تتولاه مجموعة مباركة من أبناء وطننا الغالي المخلصين والحريصين على خدمة بلادنا والحفاظ على وحدة وسلامة مجتمعنا .. وإلى الأمام يا بلادي.