صحيفة اليوم

مبارك بوبشيت

عندما دعيت للمشاركة في الاحتفال الذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بالبحرين بمناسبة مرور عام على رحيل شاعر البحرين الكبير ابراهيم العريض، وقفت كثيرا وترددت أكثر..ولكن باتصالاتي الخاصة عرفت ان هذا الاحتفال يخرج كثيرا عن الكلاسيكية المعهودة والمملة بما فيها من روتين ورتابة.لذلك وافقت على ذلك، وقررت الاشتراك.. الاحتفال كان رائدا في شكله.. وفي مكانه ورواده ايضا.وكانت لمسات الشيخة مي الخليفة ـ هذه اللمسات الأنيقة ولمحاتها التجديدية وافكارها الرائدة واضحة المعالم في الاحتفال والمعرض.لقد فوجئ الحضور ـ ومنهم كاتب هذه السطور ـ ان قاعة الاحتفال والقاء الشعر ليس بها كراسي الا للملقين فقط.. لا للمتلقين.. وليس الشعر الملقى سوى نماذج من شعر الشاعر الراحل، ألقاه اربعة كل حسب اختياره، وكانت قاعة الالقاء التي لا كراسي فيها عبارة عن معرض رائع لصور الشاعر ابراهيم العريض، صور فوتوغرافية مثلت مشاركات الشاعر في عدد من الملتقيات والندوات الشعرية والأدبية خارج وداخل البحرين.وفي قاعة أخرى رأينا جزءا من مكتبة الشاعر وبعض ادواته كآلة الطباعة ومكتبه.. وفي قاعة اخرى هناك ثلاثة أجهزة فيديو تبث على شاشات كبيرة صورا للشاعر وكلمات لادباء ونقاد ومفكرين يتكلمون عن الشاعر الكبير كالدكتور محمد جابر الانصاري والدكتور علوي الهاشمي والدكتور غازي القصيبي..شيء رائع ان يكون هذا الاحتفال بمثل هذا العلم البارز.. ليس في مملكة البحرين فقط.. بل في الخليج العربي كله.لقد كان هذا اللقاء الرائع لادباء وشعراء الخليج في هذه القاعة الجميلة في بساطتها شيئا اضاف الى معلوماتنا في اقامة مثل هذه المناسبات.. خاصة ان هذا الاحتفال تشرف برعاية وزير الاعلام نبيل يعقوب الحمر وبحضور الدكتور فيصل رضي الموسوي رئيس مجلس الشورى وعدد من الوزراء وعدد من الشخصيات الادبية والفكرية بالاضافة الى عائلة الشاعر الكبير العريض.ان فكرة هذا الاحتفال.. وطريقة تطبيقه.. لهي شىء رائع في هذا العصر المزدحم بالالتزامات والاشغال التي لا تنتهي.فكرة رائدة ورائعة تبنتها الشيخة مي بنت محمد بن ابراهيم ال خليفة القائمة بشؤون مركز الشيخ ابراهيم ال خليفة ـ جزاها الله خيرا ـ على جهدها الذي يذكر فيشكر.ان حضور العديد من الصحفيين السعوديين وحضور كذلك العديد من الادباء والشعراء السعوديين لهذا المعرض أو هذا الاحتفال شىء يفرح القلب.لذلك ارجو ـ ومن هذا المنبر ـ واتمنى على اولئك الحاضرين من السعوديين ان ينقلوا هذه الفكرة ويحاولوا تطبيقها في كل مدينة، احتفاء بادباء راحلين او مؤرخين او كتاب.. او حتى اعيان حتى يصلوا الحاضر بالماضي.. وتختصر الطريق على الجيل الحاضر فيرى الرواد الذين سبقوه.. في صورة أو موقف او شريط فيديو.. فالشباب لا وقت عندهم للقراءة.. وتوظيف التكنولوجيا الحديثة شىء رائع ومريح ومختصر للزمن.اخيرا تحية لكل من ساهم في نجاح ذلك الاحتفال من عاملين وعلى رأسهم الشيخة مي الرائعة في تواضعها والرائدة في اسهامها والمحبة لبلدها واظهار هذا الحب في مثل هذا العمل المميز.