صحيفة اليوم

الحوار الوطني.. التعامل مع الضرورة

يقول سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز في الكلمة الافتتاحية لاجتماعات الحوار الوطني المنعقد في الفترة من (15 - 18) من الشهر الحالي في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. بحكم اننا جزء من هذا العالم الفسيح ومجتمع من مجتمعاته ولا نستطيع العيش في عزلة عنه وان حماية البلاد والمواطنين من الافكار المخالفة والاتجاهات المؤثرة الضارة لم تعد متاحة بوسائل الحجب والمنع كما كانت في السابق فقد اصبحت الحاجة ملحة وماسة لان نفكر سويا في نهج اساليب جديدة وطرق مختلفة لحماية ديننا ومواطنينا بما هو مجد وفعال ولا شك انكم تتفقون معي في ان انجح الاساليب واجداها في هذا الاتجاه هو الاقناع ومخاطبة العقل والاستعانة بالمنطق الفكري في اطار منطق سليم وحوار هادئ منظم يرتكز على تبيان الحجة واحترام الرأي الآخر واتاحة الفرص لتبادل الرأي والمناقشة.الضرورة قد تكون صماء في تمردها على من يحاول التغافل عن ضرورة التعامل الخلاق مع قوتها وقدرتها اما على التدمير او على الاصلاح والتطور والانسجام مع الضرورات الاخرى في الداخل ومع العالم باسره في القرية الكونية. لقد التقت ثنائية الفهم لضرورة الحوار الوطني بين الامير عبدالله ومن نادوا واقترحوا هذا الحوار. لقد شكلت كلمة سموه في حفل الافتتاح معالم واضحة وصريحة لاجندة هذا المشروع الضروري وعندما تتقاطع رغبة الادارة السياسية مع ضرورات التطور المجتمعي وضرورات الانخراط في المنظومة العالمية كجزء من هذه المنظومة تشرع كل الابواب للابداع السلمي الذي يحقق الهدف ويحول دون انفلات نزوات الضرورة الشريرة التي قد تنمو في اجواء انعدام الشفافية او محاولة اختزال الاسباب.بلادنا ليست المبتلاة الوحيدة بشيوع القراءات الفردية الخاطئة لتعاليم الاسلام السمحة وما نجم وينجم عن هذه القراءات الخاطئة من قتل للابرياء ودمار للممتلكات وتفش لمشاعر الحقد ونمو لنوازع العنف.. الجزائر تلملم جراحها والدار البيضاء تجفف دموعها وفي منتديات الانترنت يجري تمجيد جرائم مكة المكرمة والرياض. العزاء هو ان الجميع هنا شعبا ودولة قد تنبهوا لخطورة الوضع وبدأوا الحوار الوطني.. السؤال هو في كيفية تفعيل ما جاء في عناوين المشروع والاصرار على ضخ الحيوية في توصياته من خلال المساهمة المباشرة والشجاعة في العمل والتعقيب على هذه التوصيات واغنائها بالاضافة والاقتراح. واذا كان التساؤل مشروعا عن كيفية الاعداد لهذا اللقاء ومدى مصداقية صفته التمثيلية فان المسئولية الوطنية تقتضي الاعتراف بجوهر الامور وواجب المساهمة في تعضيد هذا المشروع العظيم وفق ما جاء في نصوص كلمة متبنيه سمو الامير عبدالله.ما العمل؟ العمل هو في المزيد من العمل وفي المزيد من حرية التعبير واحترام الرأي الآخر لتفعيل توصيات هذا المؤتمر النواة.