السؤال الحائر في بغداد: أين صدام؟
اختفى أي أثر لصدام حسين شمال بغداد على أحد الجسور المعدنية المقامة فوق نهر دجلة. ففي التاسع من أبريل وبينما كانت الدبابات الامريكية تدخل العاصمة وتسيطر على بعض مناطق المدينة، شوهد الحاكم السابق للعراق لآخر مرة علانية أمام مسجد أبو حنيفة في حي الاعظمية في بغداد بافتراض أنه كان صدام بالفعل. ولا يخامر بروين (42عاما) التي كانت موجودة أمام المسجد وتقف على بعد ذراع فقط من صدام أي شك ولو للحظة واحدة أن الرجل الذي شاهدته هو صدام بالفعل. ومنذ ذلك الحين يتساءل العراقيون والجيش الامريكي: أين صدام؟ وتقولطوال السنين الماضية كنت أكره صدام ولكن عندما ظهر في منتصف الحرب انسابت الدموع من عيني وتملكتني الفرحة. لقد أمر صدام حراسه الشخصيين بأن يسمحوا لسكان الحي بأن يكونوا بالقرب منه ولا يفصله عنهم سوى سور من السلك.وكان مع صدام أيضا نجله قصي ووزير الدفاع هاشم أحمد حسبما تقول بروين . وتضيف كنت في الشارع أسير في الخلف ووقفت بين الجماهير على بعد أمتار فقط. كان الناس يحيونه بأيديهم. لقد شاهدت موكبه. لقد كان هو.كما يعترف الجيش الامريكي الذي زعم مرارا أنه قصف بالقنابل والصواريخ الاماكن الحصينة التي يختبئ بها صدام بأن وجود صدام على قيد الحياة احتمال وارد تماما.وذكر ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان العامة الامريكية في مقابلة تجمع غالبية الاراء على أن صدام لايزال حيا، وعلينا أن نشغل أنفسنا بذلك. وصرح وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بأن اختفاء صدام في مكان ما ربما كان له أثر في تشجيع المقاومة في العراق. وتضع الولايات المتحدة وحدات خاصة سريعة الحركة في حالة تأهب دائم للتحرك في أي وقت يعرف فيه مكان صدام. غير أنه بعد مرور عشرة أسابيع على اختفائه فإنه ما من شيء سوى التكهنات يمكن البناء عليه. ولقد سمع أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي أن الرجل الاول في قائمة أشد المطلوبين لدى الولايات المتحدة قد شوهد آخر مرة قبل نحو ثلاثة أسابيع بين محافظتي ديالي وتكريت. ثمة شائعة أخرى تقول أن صدام يمول الهجمات التي تتعرض لها القوات الامريكية. لكن رد فعل المسئولين الامريكين على ذلك يتسم بالشك. ونشرت صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن خطابا زعمت أنه تحذير من صدام للاجانب الموجودين في العراق ومن مواطني دول التحالف التي تعارض نظامه. وذكرت صحيفة العدل الشيعية الثلاثاء أنه قبل يومين من انهيار النظام العراقي حاول اللواء ماهر سفيان التكريتي أحد كبار قادة الامن الداخلي لصدام التفاوض في مطار بغداد المحتل بشأن فرار رئيسه. وأضافت الصحيفة انه مع التهديد بحمام دم في بغداد ينتظر الامريكيين حاول الجانب العراقي أن يساوم لكنه لم يصل إلى شيء فلم تكن الولايات المتحدة لتسمح بهروب صدام وأتباعه.ويقول دبلوماسي عراقي سابق بإمكان صدام الاختفاء هنا في بغداد شهورا إن لم يكن سنوات وهذا أمر لايدهشني. أن صدام لديه المال وشبكة من المؤيدين.وهذان يمثلان العامل الرئيسي في نجاح اختفاء كل من زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش وأسامة بن لادن.