لندن ـ قنا

بريطانيا تقترح 'مساومة' رجال صدام المعتقلين للادلاء بمعلومات

دعت صحيفة الديلى تليجراف قوتى الاحتلال فى العراق الولايات المتحدة وبريطانيا الى الوفاء بتعهدهما بإعادة اعمار البلد بعد مضى سبعة أسابيع على اعلان الرئيس الامريكى جورج بوش عن انتهاء الحرب على هذا البلد.وقالت الصحيفة فى مقال افتتاحى يحمل عنوان (كسب ود العراقيين) انه بعد مضى قرابة سبعة أسابيع على اعلان جورج بوش أن حرب الخليج الثانية قد انتهت حان الوقت لان يعيد بوش وتونى بلير اطلاق تعهدهما باعادة اعمار العراق ويتوجب أن يضطلع الرئيس بخصال القيادة متعاليا عن الخلافات الداخلية التى يمتد أثرها من نهر البوتوماك الى نهر دجلة. وتوضح الديلى تليجراف أنه من أبرز تجليات هذه الخلافات الفشل فى الاتفاق على اصدار عملة عراقية بديلة عن العملة التى تتوسطها صورة الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين. وتضيف الصحيفة أن العراق بات منبطحا على ركبتيه ويحتاج قيادته بحذر نحو التعافى ولذلك فانه يجب على السيدين بلير وبوش أن يلتزما علنا لمريضهما بخطة واضحة وعلى المدى البعيد خصوصا أن العراقيين لا يعلمون ما الذى يرغب فيه التحالف أو ما اذا كان هذا الاخير مستعدا للقيام بمهمته.ومن جانبها قالت صحيفة (التايمز) فى عددها الصادر امس فى مقال تصدر صفحتها الاولى عما سمته بمساعى من بلير للتوصل الى صفقة مع رجالات صدام حول قضية أسلحة الدمار الشامل التى اتخذتها واشنطن ولندن ذريعة لشن الحرب الاخيرة على العراق. وقالت التايمز ان مسؤولين بريطانيين أبلغوا واشنطن بأن المساومة هى الحل الوحيد للتعرف على مكان وجود الرئيس العراقى المخلوع وترسانته العسكرية. وتضيف أن الحكومة البريطانية ترغب فى ابلاغ من وقع فى الاسر من المسؤولين العراقيين الكبار الواردة أسماؤهم وصورهم فى قائمة الخمسة والخمسين بأن تقديمهم معلومات هامة يمكن أخذها بعين الاعتبار فى حال قدموا للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. لكن التايمز تشير نقلا عن مصادرها الى أن المساعى البريطانية تصطدم برفض أمريكى لهذه الاقتراحات موضحة أن البنتاجون يرفض أى ترتيبات قد تخفف من العقوبات التى يمكن انزالها بأولئك المعتقلين. وتوضح استنادا للمصادر نفسها بأن المسؤولين الكبار المعتقلين لاذوا بالصمت خشية أن يدلوا بمعلومات تستخدم ضدهم فى المحاكمة أو خوفا من أن يؤدى تعاونهم مع قوات الاحتلال الى انتقام ميليشيات فدائيى صدام منهم. وتشير (التايمز) الى أن قوات الاحتلال قد رحلت عددا من العلماء العراقيين الكبار الى الخارج لكنها أبقت على غالبية المعتقلين فى مكان غير معروف فى بغداد حيث يحقق معهم عناصر من المخابرات الخارجية البريطانية (ام اى6).