إرغام هوارد على تشكيل لجنة تحقيق.. وبوش المحاصر يساند بلير في ورطته
أثار قرار اجراء تحقيق في احتمال تزوير وثائق تتعلق بوجود اسلحة للدمارالشامل في العراق لتبرير الحرب ضد هذا البلد جدلا كبيرا في استراليا.ففي مناقشات حادة اجبر مجلس الشيوخ الذي تشكل المعارضة غالبية فيه حكومة جون هوارد على تشكيل لجنة برلمانية مكلفة عقد جلسات استماع حول المعلومات التي نقلت قبل الحرب.وجاء هذا القرار بعد مبادرات ممثالة في الكونجرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني بسبب معلومات اكدت المبالغة في التهديد الذي تشكله اسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير اسقاط نظام صدام حسين. وقد شاركت استراليا بحوالى الفي عسكري في التحالف الأمريكي البريطاني الذي خاض الحرب ضد العراق بينما يرفض هوارد اي تحقيق في المعلومات التي نقلت قبل عملية التدخل. وقد وصف رئيس الوزراء الاسترالي موقف احزاب المعارضة وخصوصا الحزب العمالي في هذه القضية بانه انتهازي وسياسي بالكامل .وشككت تشكيلات سياسية صغيرة في المعارضة في موضوعية هذه اللجنة التي يسيطر عليها التحالف المحافظ الحاكم وستجري اعمالها في جلسات مغلقة.ودافع هوارد عن قراره دعم التدخل العسكري في العراق رغم معارضة الرأي العام الاسترالي مؤكدا انه كان ضروريا لمنع تطوير اسلحة كيميائية وعلى الارجح نووية يمتلكها نظام صدام حسين ولم يعثر على اي مخزون منها في العراق حتى الآن. وقال رئيس الوزراء الاسترالي للاذاعة اعتقد ان عليكم التحلي بالصبر من اجل العثور على ادلة اضافية مؤكدا ضرورة اعطاء المفتشين مزيدا من الوقت.وعلى محور آخر في فضيحة تزوير المعلومات الاستخبارية لتبرير شن حرب على العراق دافع الرئيس الامريكى جورج بوش عن تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى حليفه فى الحرب ضد العراق فى وجه الاتهامات له بانه زور فى الادلة المتعلقة بالاسلحة العراقية ذات الدمار الشامل لتبرير الانضمام للولايات المتحدة فى شن حرب على العراق. واوضح بوش فى تصريحات صحفية بثها راديو (صوت امريكا) أمس ان القول بان رئيس الوزراء البريطانى بالغ فى وصف التهديد الذى كان يمثله نظام صدام حسين كما يتهم فى بريطانيا ليس صحيحا بكل بساطة.. وقال انه تحرك بناء على معلومات قوية جدا.ويتعرض بلير وحكومته لانتقادات عنيفة فى بريطانيا حيث اتهما بسرقة معلومات واردة فى اطروحة جامعية عمرها (12عاما) حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وقاما بتضخيم معلومات وفرتها اجهزة الاستخبارات البريطانية.على الصعيد ذاته بدأت فى واشنطن لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الامريكى فى عقد جلسات لتقييم المعلومات التى قدمتها وكالات الاستخبارات الامريكية الى الرئيس بوش بشان الاسلحة العراقية قبل الحرب.وقد ادلى جون وولفويتز نائب وزير الدفاع الامريكى بافادة امام اللجنة زعم فيها انه اذا كانت هناك مشكلة استخباراتية فلا يعنى ذلك ان احدا ضلل اخر بل يعنى ان الاستخبارات فن وليست علما.