العنصر الوطني في المشاريع
تتمتع بلادنا العزيزة بنهضة متميزة وبقيام مشاريع عملاقة في مختلف المجالات وفي العديد من المناطق وذلك منذ عدة سنوات تجاوزت عقداً كاملاً ، وهذا الأمر يبين النمو الاقتصادي والصناعي والعمراني الصحيح للوطن مما يساهم في وجود استقرار في التنمية وتشجيع الاستثمار ودخول الشركات العالمية في السوق السعودي لاقامة مشاريع وصناعات تخدم الاقتصاد الوطني .لدينا تجربة سابقة ناجحة طبقت قبل 30 سنة تقريباً في شركة سابك عندما اقيمت المصانع في الجبيل وينبع وكذلك تجربة ارامكو قبل أكثر من 60 سنة ، حيث ان هاتين التجربتين وغيرهما نجحت باستدراج الشباب للالتحاق بالعمل خلال بناء المصانعان المتتبع للحجم الكبير والعدد الكثير للمشاريع التي أقيمت أو اعتمدت وهي تحت التنفيذ يلاحظ فارقاً كبيراً وعدم توافق بين هذه المشاريع ومشاركة العنصر الوطني فيها ، حيث نرى أنواع المنشآت التي أقيمت من الحكومة أو من الشركات شبه الحكومية بميزانيات تفوق مئات المليارات من الدولارات ولكن لا نشاهد جذبا وتدريبا وتوظيفا للعنصر الوطني من الشباب (ذكوراً واناثاً) وهذا بلا شك أمر غير طبيعي وغير صحي للمجتمع ، والواقع الذي نشاهده هو تحقيق الاستفادة للشركات الأجنبية بزيادة مصالحها في المملكة وكذلك ايجاد فرص عمل إضافية لمواطنيها دون النظر لتأهيل وتوطين الوظائف للسعوديين ،،، علماً بأن لدينا تجربة سابقة ناجحة طبقت قبل 30 سنة تقريباً في شركة سابك عندما اقيمت المصانع في الجبيل وينبع وكذلك تجربة ارامكو قبل أكثر من 60 سنة ، حيث ان هاتين التجربتين وغيرهما نجحت باستدراج الشباب للالتحاق بالعمل خلال بناء المصانع وتم ابتعاثهم للتدريب والعمل في المصنع الأم في الدولة الأجنبية مما أهلهم للمشاركة الحقيقية في أعمال التشغيل والإدارة لاحقاً كمهندسين وفنيين وإداريين سعوديين، وهذا كان أفضل استثمار في العنصر البشري الذي كان مصاحبا للاستثمار في بناء المشاريع التنموية ، علماً بأننا لا نزال نستفيد من هذه التجربة حتى تاريخه بوجود قيادات سعودية كفؤة تدير حالياً مصانع وأعمالا تجارية كبيرة وهامة ، إننا نحتاج حالياً لاعادة النظر في منهجية الاستفادة من استثمارات الدولة المالية الكبيرة لغرض تحقيق توطين التقنية والوظائف ، ويجب ألا ندفع بقوة وبسلطة القانون لمعالجة البطالة عن طريق القطاع الخاص فقط ، لأن المشاريع الحكومية وشبه الحكومية أولى وأجدر للاستفادة من الطاقات الشبابية الوطنية التي هي الاستثمار الحقيقي والطويل الأمد للوطن .. وإلى الأمام يا بلادي ..