هيئة تنمية الصادرات والدور المأمول
سنحت لي الفرصة الأسبوع الماضي بزيارة هيئة تنمية الصادرات السعودية بمدينة الرياض ، والتقيت بأمينها العام الأستاذ احمد الحقباني وهو من الشباب السعودي المؤهل والطموح والذي نتمنى له كل التوفيق في بناء مستقبل متميز لهذه الهيئة الهامة والتي يعول عليها الكثير من المستفيدين والمهتمين ، وخلال الحديث مع بعض المسئولين في الهيئة ومناقشة بعض المواضيع ذات العلاقة بتنمية الصادرات انتابني شعور بأننا على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلم يراود الكثيرين وهو ان يكون لدينا هيئة لتنمية الصادرات الوطنية بشكل احترافي وان تكون الهيئة فعلا خير من يمثل المملكة في المعارض الدولية وان تعمل على انتشار السلع السعودية وفتح اسواق وآفاق جديدة امام المنتجين السعوديين في المستقبل القريب. منذ أن صدر التنظيم الخاص بانشاء هيئة تنمية الصادرات من العام ( ٢٠٠٧ م ) وحتى الان لم تمارس الهيئة دورها المأمول ، وبالخطوات التي اتخذها معالي وزير التجارة مؤخراً ، تعتبر الخطوات الاولى في اظهار واشهار الهيئة للقيام بدورها المأمول ، ولا شك ان الدور المتوقع للهيئة في المرحلة القادمة يمثل دورا هاما وحيويا على مستويات عدة ، أهمها رفع مستوى وقيمة الصادرات السعودية للخارج وخاصة المنتجات غير النفطية والتي تمثل اهمية خاصة للاقتصاد السعودي حاليا ومستقبلا ، كذلك التفاعل الايجابي الذي يستند على مفهوم الشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة واهمها مصلحة الجمارك والمؤسسة العامة الموانئ ووزارة التجارة والصناعة وهيئة المدن الصناعية والمدن الصناعية الاخرى وهيئة المواصفات والمقاييس ، وهذا بغرض تسهيل ودعم عملية التصدير وتشجيع القطاع الخاص على التصدير واستهداف الاسواق الخارجية . إن أحد أهم الأدوار المأمولة من الهيئة مستقبلا هو دعم مشاركة المصدرين في المعارض الدولية ، والذي تحدثنا عن أهمية ذلك مرارا وتكرارا ، حيث كثيرا ما نشاهد الشركات السعودية مبعثرة وسط هذه المعارض وباجتهادات فردية من قبل المشاركين انفسهم ، وهو عكس غالبية الدول التي تشارك في المعارض الدولية حيث يخصص لكل دولة جناح خاص ويتم تجميع كافة ممثلي شركات ومنتجات هذه الدولة تحت هذا الجناح ، مع الأخذ في الاعتبار ان كافة التكاليف اللوجستية تتحملها هيئة تنمية الصادرات لتلك الدول مع فرض رسوم شبه رمزية على المشاركين ، وبالتالي نحن امام امل كبير في ان نرى الهيئة تكرس جهودها القادمة بان تعكس ما وصل اليه الاقتصاد السعودي من تقدم وتطور . وقبل الختام يجب التنويه ان لهيئة تنمية الصادرات دورا كبيرا في رفع مستوى الجودة والتأثير على المصدرين بالالتزام بالمواصفات القياسية العالمية متى ما ارادوا وأردنا ان يكون لمنتجاتنا شأنا ونفاذا قويا للأسواق ، وان عنصر الجودة هو احد اهم العناصر التي يجب مراعاتها اثناء عملية التصدير ، كذلك ديمومة تصدير المنتجات للخارج والحفاظ على توازن توافر المنتجات طوال الموسم دون انقطاعات والقدرة على تلبية الطلب. يجب ألا نغفل الدور الذي قام به ويقوم الدكتور عبدالرحمن الزامل عبر اهتمامه بقضية تنمية الصادرات السعودية ورئاسته لمركز تنمية الصادرات السعودية بمجلس الغرف السعودية لسنوات طويلة، وكذلك رئيس المركز التنفيذي الأستاذ عيد القحطاني ، فشكرا على جهودهم الكبيرة في هذا المجال ، وتحياتي وتقديري لكل من ساهم ودعم وسيدعم الصادرات السعودية في المستقبل ، وكل عام وأنتم بخير.Adnan.abdulla@gmail.com