إسرائيل ترفض الهدنة وتستهزئ بها قبل إقرارها
سارعت الحكومة الإسرائيلية الى تجديد رفضها الهدنة الفلسطينية والادعاء بأنها غير كافية وقد تسلحت هذه المرة بدعم آخر تلقته من واشنطن الليلة قبل الماضية يتمثل فى قرار الكونغرس الاميركى بتشريع جرائم الاغتيالات الإسرائيلية تحت ستار الدفاع عن النفس واعلان الرئيس الأميركي بوش بأنه لا يكتفي بإعلان الهدنة وبأنه يطالب بتفكيك حركة حماس.واستهزا نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية وزير الصناعة والتجارة ايهود اولمرت فى تصريحات ادلى بها للاذاعة الاسرائيلية بالهدنة الفلسطينية . واصفا اياها بهدنة (شمودنة) على غرار الاستهزاء الاسرائيلى الشهير بالامم المتحدة الذى اطلقه رئيس الحكومة الاسبق اسحاق شمير بقوله اوم شموم.وقال اولمرت: ان اسرائيل لا يهمها ما اذا كان الفلسطينيون قد قرروا وقف النار او لا فان هذا لن يؤثر على سياسة الاغتيالات الاسرائيلية بحجة انها تستهدف من تنعتهم اسرائيل بالقنابل الموقوتة. وقال اولمرت ان حكومته ستواصل سياسة الاغتيالات هذه وتنفيذ عمليات الاعتقال بحجة الدفاع عن النفس.واكد ان إسرائيل لن ترفع الحصار عن عرفات بل انه سيبقى محاصرا فى منزله . مبينا كلما بقى عرفات محاصرا هناك ومعزولا عن العالم كان ذلك أفضل.الى ذلك قالت التقارير الإسرائيلية ان السياسة الجديدة التى قررها وزير الدفاع شاوول موفاز تتمثل في تقليص احتمالات تحقيق اتفاق على نقل المسؤولية الامنية عن قطاع غزة وبيت لحم الى السلطة الفلسطينية. وقد اتخذ هذا القرار فى نقاش جرى بمشاركة موفاز وقادة جهاز الامن قدم فيه منسق شؤون المناطق اللواء عاموس جلعاد تقريرا عن نتائج لقائه مع وزير شؤون الامن فى السلطة الفلسطينية محمد دحلان.وروى جلعاد ان دحلان ابلغه فى اللقاء بانه فى كل حالة لا تعتزم السلطة الفلسطينية العمل ضد حماس بل الاكتفاء بتعهد منظمات المقاومة بوقف العمليات.ووفق التقارير فانه بناء على أقوال دحلان توصل كافة مسؤولى جهاز الامن وعلى رأسهم موفاز الى اتفاق بان الهدنة خطيرة لإسرائيل وان منظمات المقاومة ستستغل وقف النار للانتعاش من الضربات التى أوقعتها عليها إسرائيل فى الاشهر الاخيرة. وحسب محافل امنية فان الولايات المتحدة مستعدة هى الاخرى ان تتبنى مطلبا اسرائيليا بعدم الاكتفاء بالهدنة.وتجدر الاشارة الى انه فى الجيش الاسرائيلى تصدر اصوات اخرى ايضا ففى اوساط ضباط برتبة عميد وأقل هناك من يعتقد ان على اسرائيل ان تكتفى بالهدنة. وفى كل الاحوال يبدو أن الاصرار الاسرائيلى على نزع سلاح حماس من جهة ورفض دحلان المواجهة مع منظمات الارهاب من جهة اخرى اديا الى مأزق فى الاتصالات على نقل المسؤولية الامنية وفى الايام الاخيرة لم تعقد لقاءات بين الطرفين.