مشهدان بغرفة الشرقية بين «الأمل» و«الألم»
خلال يومي أمس وما سبقه كان هناك حدثان لافتان للنظر في المبنى القريب من مبنى دار «اليوم» حيث يوجد بيت التجار وأهل المال والأعمال ممثلًا في «غرفة الشرقية»، وهما حدثان محورهما «الشباب» يشكلان مشهدين جديرين بالتأمل وتسليط الضوء عليهما وإثارة الأسئلة حولهما.أمس الأول أغلق باب الترشح لانتخابات غرفة الشرقية، وقدم نحو 30 مرشحًا أوراقهم للمنافسة على عضوية مجلس إدارة الغرفة، وعند تأمل تلك الأسماء لا بد أن يلفت النظر كثرة المترشحين الشباب لمنافسة الكبار وأصحاب الخبرة على لعب دور في مسيرة تجارة المنطقة وغرفتها، وفي نفس اليوم احتشد أكثر من 8000 شاب للبحث عن وظيفة من بين 800 وظيفة طرحتها الغرفة بالتعاون مع 11 شركة وطنية، وهو جهد جميل ومقدر لبيت التجارة الشرقي وتكرار لما تفعله العديد من بيوت التجارة على مستوى المملكة.في المشهد الأول يسجل «شباب الأعمال» أجواءً جديدة على المشهد الانتخابي المقبل لمجلس إدارة غرفة الشرقية، ويبعث ذلك «الأمل» في أن تتجدد روح الغرفة بالشباب وأن يكمل الأبناء ما أسس له الآباء من الأسر التجارية في المنطقةالشباب كانوا محورا لـ»الأمل» الذي ظهر حول ترشحهم ومنافستهم على إدارة القرار في غرفة الشرقية وتجديد روحها، وكانوا أيضًا محورًا لـ»الألم» وهم يحتشدون خلال يومين وبأعداد كبيرة للمنافسة على وظائف تشكل أقل من 20 بالمائة مقارنة بأعدادهم، ليذكرونا بمسيرة قرابة 5 أعوام من الجهود والبرامج والخطط التي نفذتها وما زالت «وزارة العمل» لمحاولة التخفيف من وقع البطالة المجتمعي والاقتصادي، وما إذا كانت تلك الجهود نجحت أم لا.في المشهد الأول يسجل «شباب الأعمال» أجواءً جديدة على المشهد الانتخابي المقبل لمجلس إدارة غرفة الشرقية، ويبعث ذلك «الأمل» في أن تتجدد روح الغرفة بالشباب وأن يكمل الأبناء ما أسس له الآباء من الأسر التجارية في المنطقة، وبقدر أملنا فيهم بإحداث تطوير في مسيرة الغرفة يضاف إلى ما شهدته من تطوير خلال الأعوام الماضية، نتمنى أن ينالوا حظهم من ثقة الناخبين، كما حدث في غرفة الرياض في دورتها الأخيرة التي فرض فيها الشباب حضورهم بقرابة 30 بالمائة من عدد أعضاء المجلس.وفي المشهد الثاني يحضر «الألم» ونحن نشاهد شبابًا يحملون شهادات عليا يتنافسون على وظائف محدودة العدد وهم يحملون آمالنا بنهاية دورانهم في حلقة البطالة المفرغة، ولكن تلك الوظائف لن تستوعبهم جميعًا ليعود أكثر من 90 بالمائة منهم إلى البحث والتقصي عن فرص أخرى، دون أن تشملهم عناية برامج «العمل» التي ما زالت تنشئ معارض توظيف تتلوها برامج وتعقبها خطط مستقبلية نعتقد معها أن شبح البطالة قد تراجع ثم نفاجأ بأعداد هائلة من العاطلين عند إعلان جهة أخرى مثل الغرف أو القطاعات الأخرى ليعود لنا «الألم» مجددًا.ما نحتاجه لإنهاء مشاكل الشباب ودفعهم إلى مساحات أخرى من الإبداع هو أن نعمل بشكل جاد على زرع «الأمل» وتغذيته ببرامج وطنية شاملة، وأن نخفف وطأة «الألم» بمراجعة أكثر شمولًا لجميع الخطط والبرامج التي ظهرت خلال الأعوام القليلة الماضية والتي رفعت شعار القضاء على البطالة مع زيادة مساحة الشفافية بأرقام علمية واضحة حول الواقع وما أنتجته تلك الأفكار والخطط... فسباق تقدم الأمم لا ينتظر «التجارب» ولا يعترف بـ»الاستعراض الإعلامي».مدير تحرير الشئون الاقتصادية