إلى معالي مدير الجمارك.. أوقف هذه التصرفات
الجمارك من الواجهات الحضارية لأي أمة أو وطن، وهي عنوان لمدى رقي الإنسان وتطور الدول، ولذلك فإن المنافذ البرية والبحرية والجوية أصبحت هناك عناية كبيرة بالجانب والأبعاد السلوكية لمن يعملون فيها، حيث يتم تأهيلهم بصورة متقدمة ويخضعون لدورات في طرق التعامل مع العابرين من خلال تلك المنافذ لأنهم أول من يواجههم الأجانب ما يعني أول الانطباعات، سلبية أو إيجابية، ولكي يكون الانطباع الأول إيجابيًا فلا بد أن يعي موظفو الجمارك قيمتهم وأهميتهم وتمثيلهم لوطنهم وشعبهم بأفضل ما يكون.هذا المنظر لن تشاهده في مطار في العالم، فالمنظر لا يسر ويعود بالذاكرة إلى الوراء فيما تقدم العالم ولا يستخدمون هذه الوسيلة إلا في أطر ضيقة وبعيدًا عن المسافرين وما يمكن أن تسببه من هلع للأطفال والنساء، واعتقد أن هناك وسائل حديثة تستخدمها النظم الجمركية ليس من بينها كلاب تتجول مع الموظفين وسط الركاب القادمين.خلال العديد من سفراتي ورحلاتي إلى الخارج يمكنني أن ألمس مفارقات عديدة في واقع الجمارك لدينا، قياسًا بالآخرين، وفي جميع رحلاتي فإنني أغادر عبر مطار الملك فهد الدولي ولكني أعود دائمًا عبر مطار البحرين، غير أنني في آخر رحلاتي عدت عن طريق هذا المطار، وفي الواقع الصورة ليست مثالية ولا ترقى لطموحاتنا كمواطنين في أن تكون هذه الواجهة على ما وجدته عليها.لن أسهب في التفاصيل، ولكن الصورة بشكل مجمل غير جميلة، ظلام في الصالات وازدحام وعدم كفاية موظفي الجوازات لتمرير القادمين، والأسوأ هو تعامل موظفي الجمارك الذين لا يزالون يستخدمون الكلاب في عمليات التفتيش مع الأفراد، فعد وصولي وانتظاري للعفش فوجئت بموظف الجمارك وهو يتجول مع كلب ويتشمم رائحة المسافرين بين أقدامهم وبجانبهم وسط صيحات الأطفال ورعب النساء وحتى الرجال فنحن في الحقيقة لم نتعود أن نشاهد حيوان مفترس بين أقدامنا، في الواقع يا معالي رئيس الجمارك هذا المنظر لن تشاهده في مطار في العالم، فالمنظر لا يسر ويعود بالذاكرة إلى الوراء فيما تقدم العالم ولا يستخدمون هذه الوسيلة إلا في أطر ضيقة وبعيدًا عن المسافرين وما يمكن أن تسببه من هلع للأطفال والنساء، واعتقد أن هناك وسائل حديثة تستخدمها النظم الجمركية ليس من بينها كلاب تتجول مع الموظفين وسط الركاب القادمين.تلك الصورة القاتمة بحاجة إلى مراجعة والبحث عن البدائل الحضارية، أو استخدام تلك الكلاب في حظيرة العفش من خارج صالات المطار، وبعيدًا عن الركاب حتى لا يتأذوا من أي حالة طارئة أو هياج لهذه الحيوانات الخطيرة، وبالتأكيد هناك حلول وبدائل أفضل تعتمد على التقنية في التفتيش وعدم إشعار القادمين، سواء مواطنين أو وافدين مقيمين أو أجانب زائرين، بالاستهداف الأمني وعدم مراعاة عودتهم من رحلة طويلة ومرهقة وفي أوقات حرجة تتطلب التعامل بلطف ورقي دون تمييز بينهم، لأن جميع موظفي المطار إنما يقدمون الصورة الانطباعية الأولى والأفضل عن بلادنا وشعبنا.أرجو من معالي مدير عام الجمارك السعودية أن يبحث أولًا في أسلوب وتأهيل موظفي الجمارك في المنافذ، فالعالم من حولنا يتطور، ولا ضرر في تطوير السلوك الوظيفي والإداري لموظفي الجمارك وتطوير الأدوات والأجهزة التي يستخدمونها واعتماد التقنية أكثر في جميع معاملاتهم، فالجمارك من العناوين الوطنية الدولية لنا، وينبغي أن تقدمنا وبأحسن صورة، وتمارس دور علاقات عامة لتحسين تلك الصورة، وذلك في تقديري لن يكون مكلفًا لأنها دورات لتطوير المستوى الوظيفي والذاتي والشعور القوي بتمثيل البلد أولًا وأخيرًا حين يجلس الموظف في مكتبه، فنحن في الواقع بلد متطور والحمد لله، وليس من الجيد أن نجهض ذلك التطور بانطباع سلبي يكتسبه أجنبي مع أول دخوله بلادنا، ذلك نتضرر منه كثيرًا ويحتاج إلى مجهودات وتكاليف كبيرة لتحويله إلى انطباع إيجابي.