موسكو - الوكالات

قبرص ملاذ آمن يجنب أثرياء روسيا الضرائب على أموالهم

يمتلك مرسيدس من أحدث طراز وشقة في باريس واولاده يتعلمون في مدارس بسويسرا.. كل الرفاهية التي يتمتع بها الاغنياء الجدد الروس.ولكن أيجور مصاب بصداع مثله مثل أترابه من أثرياء روسيا.. ماذا يفعل ببقية أمواله. قد يكون الحل في شركة للمعاملات الخارجية في قبرص للروس الذين يريدون الهروب من الضرائب في بلادهم واخفاء نصيبهم في نحو 200 مليار دولار تم اخراجها من روسيا منذ انهيار الحكم السوفيتي في 1991.ولكن قبرص قامت بتنظيف قطاع المعاملات الخارجية لتحسين مصداقيتها للانضمام للاتحاد الاوروبي الذي تأمل ان يتم في 2004. ولنفس السبب ستنهي منح تأشيرات مجانا للروس هذا العام.قال ايجور وهو يبتلع شريحة سميكة من التونة في مطعم أنيق بموسكو كانت قبرص أفضل مكان لتسجيل أعمالي... الآن ليست مغرية جدا.. الضرائب والتأشيرة.. كما اعتقد ان السلطات الروسية تعرف كل ما يجري هناك.قال محللون ان الاعمال الروسية تدفقت على قبرص في التسعينات وقد انجذبتها الانظمة المصرفية الامنة واتفاق مع موسكو لعدم الازدواج الضريبي وضرائب شاملة مقدارها 25ر4 في المئة على شركات المعاملات الخارجية وبيئة ضريبية مريحة.وحتى وقت قريب كانت اغلب شركات المعاملات الخارجية في قبرص وعددها نحو 14 الفا روسية. وسار ايجور في الركب وأقام شركة تجارية واشتري فيلا في الجزيرة في بداية التسعينات. ولكن أعصابه اهتزت في وقت سابق هذا العام بسبب خبر نشرته صحيفة كومرسانت الروسية ذات النفوذ.نقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الاوراق المالية الاتحادية في روسيا التي تراقب أنشطة البورصة ان البنك المركزي القبرصي يبلغ اللجنة عن أصحاب الشركات المسجلة في قبرص. وتقول الصحيفة ان هذا يعني أن السلطات الروسية تعرف بالضبط من يدير الاموال التي تمر بالجزيرة. ولكن البنك المركزي القبرصي واللجنة الروسية سارعا بنفي هذا.قال بيان اصدره البنك على موقعه بالانترنت لم يحدث أي ذعر بين رجال الاعمال الروس الذين يعملون من قبرص وبالتأكيد لم يهرول رجل اعمال واحد خارجا من قبرص كما تأمل أو تتخيل أو تخترع كومرسانت. ولكن بعض المتوجسين من الصفوة الروسية يقولون انه لا يوجد دخان بدون نار. قال مسؤول ببنك قبرص المركزي طلب عدم ذكر اسمه غرقت في سيل من المكالمات من رجال اعمال روس يسألون عما اذا كان هذا صحيحا.. لا توجد ذرة من الحقيقة في هذا. تلك المقالات حافزها سياسي. هناك مكائد بين الصحافة الروسية والحكومة ونحن الضحايا. ويقول محللون انه جزء من حملة حكومية لتخويف الروس بأن يعيدوا الى روسيا الاموال التي خرجت منها.قال كريس ويفر كبير الاستراتيجيين ببنك ألفا أكبر مصرف قطاع خاص في روسيا القضية الاساسية ان 200 مليار دولار خرجت من البلاد بطريقة غير مشروعة وكمية كبيرة عبر قبرص... واذا قررت شرطة الضرائب أو النائب العام ملاحقتك واذا حصلوا على هذه المعلومات من قبرص فانهم سيستخدمونها. وبدون شك حققت قبرص مكاسب من الاعمال الروسية. استأجرت شركات روسية محامين ومحاسبين واشترت مكاتب وفيلات واستثمرت في سوق الاوراق المالية.يعيش نحو 50 ألف روسي في الجزيرة وزارها نحو 130 ألف سائح روسي في العام الماضي. ولكن يتحتم على قبرص ازالة اتهامات بأنها جنة ضريبية ومركزا لغسيل الاموال.في 2001 كانت موضعا لتحقيق بأن مليارات الدولارات خرجت من يوغوسلافيا تحت حكم الرئيس السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. ونفت سلطات قبرص انها ارتكبت أي خطأ.وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على امريكا نفت قبرص بشدة اتهاما وجهه رئيس سابق للمخابرات الامريكية بأنها رفضت التعاون في التحقيق في ثروة أسامة بن لادن.وقالت الحكومة الامريكية ان آراؤه لا تمثل سياسة واشنطن.وتبذل قبرص جهودا مكثفة أكثر من أي وقت مضى لتحسين صورتها. وقال المحامي القبرصي الياس نيوسيوس المتخصص في المعاملات الروسية الخارجية قررت قبرص المضي قدما في طريق تحولها الى مركز اعمال محترم ومشهور. وفي يناير وحدت قبرص الضرائب على الشركات الاجنبية والمحلية ومقدارها 10 في المئة. وتتباهى الجزيرة الآن بأنها احدى أكثر دول العالم صرامة في قوانين مكافحة غسيل الاموال وازيل اسمها من القائمة العالمية السوداء لغسيل الاموال.