مشاهدات وآراء (1)
أثارت صورة الطفل الذي يرفعه أحد الجنود في حج هذا العام مشاعر الفخر والإعجاب بدور أولئك الجنود الذين رفعوا أذرعهم جميعاً ليكونوا حلقة تحيط بالطفل والجندي الذي يحمله لتبادل حمله وحمايته تحسباً لاختلال توازن الحامل أو المحمول ، والحق أن الصورة جميلة ومميزة ونقرأ منها كثيراً من النقاط التي تعكس الخدمات التي يقدمها رجال الأمن في مواسم الحج وهي تستحق كل الشكر والتقدير والفخر بجهودهم وحسن تصرفاتهم الإنسانية التي ظهرت في أكثر من لقطة لمصورين محترفين كان أغلبها في مساعدة وحماية الأطفال وكبار السن غير أن تلك الصورة كانت أكثرها رواجاً وربما كان ذلك لأن من روجتها هي وكالة رويترز رغم أن من التقطها مصور صحيفة الاقتصادية كما أشار إلى ذلك الأستاذ سلمان الدوسري رئيس التحرير . وبالرغم من مشاعر الفخر والإعجاب إلا أن هناك من نظر إلى الموضوع من جانب آخر يكمن في تساؤلهم عن طبيعة اصطحاب الأطفال للحج ولماذا يفعل بعض الأهالي ذلك ؟ ترى هل يعتقد بعضهم أنها تحسب حجة لهم ولهذا يلبسونهم ملابس الإحرام ؟! ألا يفكرون بالمخاطر التي يتعرض لها الصغار وهي كثيرة ليس الازدحام إلا واحد منها . قد يقول قائل : ربما لايجد بعض الناس من يستأمنون أطفالهم عنده ، فأقول إن هذا الأمر يدخل ضمن شرط الاستطاعة فالحج لمن استطاع إليه سبيلاً فقط وليست الاستطاعة محصورة بالأمور المادية فقط كما أعتقد.هناك من يفضل العيش على التقليد في كل الكماليات والضروريات التي يستهلكها ورغم أن كثيراً منا يرفضون ذلك إلا أنهم على حق في بعض الأمور، فبالأمس شاهدت لباساً لمصمم عالمي من لبنان ثمنه ثلاثة وعشرون ألفاً اكتب هذا المقال وأنا في دبي بانتظار موعد العودة بعد أن قضيت يوماً بليلتين للبحث عن حاجة ما جعلتني أدخل الى متاحر الماركات العالمية للملابس وقد كتبت مسبقاً أن الذين يتهافتون على شراء احتياجاتهم من تلك الماركات الباهظة الأسعار نوعان أحدهما لديه وفرة مادية فلا يتأثر بدفع عشرات الألوف من ماله ثمناً لفستان أو حذاء ، والنوع الثاني الذي قد يستدين لشراء تلك الماركات ، وهناك من يفضل العيش على التقليد في كل الكماليات والضروريات التي يستهلكها ورغم أن كثيراً منا يرفضون ذلك إلا أنهم على حق في بعض الأمور، فبالأمس شاهدت لباساً لمصمم عالمي من لبنان ثمنه ثلاثة وعشرون ألفاً ووجدت التصميم نفسه وبجودة عالية لدى ماركة أمريكية مقبولة الأسعار وكان ثمنه ألفا ومائتي درهم فقط !! وبما أن المصمم عربي فأعتقد أنه هو من قلد التصميم الرخيص ولكن الفرق في الاسم ! فأصحاب الماركات يبيعون للناس أسماءهم فقط ليتباهوا بها وهذا أمر يحبه كثير من الناس للأسف إذ يبدو أن بعضنا يستمد قيمته مما يلبس فقط ! ولهذا يحرصون على ألا يرتدوا أو يحملوا إلا ما برزت علامة الماركة منه وبوضوح يشعرك بالأسى عليهم، وهذا ما سمعته من حوار دار بين اثنتين في أحد المحلات حين كانت احداهن تريد شراء حذاء يقترب ثمنه من الخمسة آلاف فمنعتها الأخرى لأن اسم الماركة لا يظهر بارزاً فيه !! وهناك من يرى أن التعامل مع الماركات في الحالتين لمن معهم وفرة مادية ولمن يفتقدونها ويحرصون على التدين من أجلها ولو من مالهم الخاص عبر بطاقات الائتمان هو أمر سيئ فماذا يعني أن اشتري قطعة ملابس ثمنها يصل إلى خمسين ألف ريال فكم مرة سترتدى ويستفاد منها وإذا كان صرف الخمسين لا يختلف عن صرف الخمسة عند بعضنا فليكن ذلك فيما يستحق الصرف حتى ولو كان في شيء يعد استهلاكياً غير انه ليس قطعة من قماش لم يكلف صانعه ربع سعره.