خطة «كيري» بنكهة إسرائيلية.. جدار في الأغوار وسيطرة أرضية وجوية
طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, عشية وصول وزير الخارجية الامريكي ,الى المنطقة, سنة أخرى من التفاوض مع السلطة الفلسطينية بدلا من الإعلان عن الاتفاقية الآن ,فيما أثارت خطة كيري الامنية حفيظة السلطة الفلسطينية لشمولها الشروط المسبقة الاسرائيلية, كما ربط نتنياهو محادثات السلام بالإفراج عن الجاسوس بولارد .وأشارت دائرة شئون المفاوضات السياسية الإسرائيلية, أنه وفقاً لما طرح في الخطة فإنه سيتم بناء جدار ضخم يضاهي جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية على طول حدود غور الأردن, بحيث يصبح الفلسطينيون حبيسي جدارين، كما تشمل الخطة تحليق الطائرات بدون طيار الإسرائيلية بحرية كاملة في أجواء الضفة الغربية بهدف مراقبة المنظمات الفلسطينية المقاومة وجمع المعلومات الاستخبارية.وتتضمن الخطة أنه وخلال السنوات الأولى للتسوية فإن القوات الإسرائيلية ستقوم بدوريات على طول الحدود مع الأردن فقط بمفردها، وبعد عدة سنوات تصبح هذه الدوريات مشتركة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتنسيق مع الأردنيين الذين سيكونون متواجدين على الطرف الآخر من الحدود. من جانبه أوضح رئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الجيش الإسرائيلي «عاموس جلعاد» في مقابلة خاصة للإذاعة أن وسائل التكنولوجيا لن تكفي وحدها طالما لم تكن هناك قوات ميدانية تابعة للجيش الإسرائيلي في المكان. وأضاف جلعاد: «إن وظيفة طائرات الاستطلاع التحليق والتصوير فقط، وإن لم يتم تزويد هذه الطائرة بالمعلومات الاستخبارية فإنه بالتالي ستصبح عديمة النفع»، لافتاً إلى أنه لا يمكن لأي جهة أمنية ذات قيمة أمنية قادرة على تعويض وجودنا في حال قررت الحكومة الإسرائيلية انسحاب الجيش من الأراضي الفلسطينية، كما أن طائرة دون تزويدها بمعلومات استخبارية لا يمكنها أن ترعب «المخرب» بمفرده «فالمخرب لا يسير وهو يحمل لافتة أنا عنصر من حماس وذاهب لقتل الإسرائيليين»، على حد تعبيره. وأكد موقع اذاعة الجيش بأن خطة كيري الأمنية استجابت لكافة الطلبات الأمنية الاسرائيلية المتعلقة بالحدود مع الاردن وغور الاردن.وطرح كيري الخطة على رئيس الوزراء الاسرائيلي التي اعتبرها مقدمة للدخول في المفاوضات، في حين رفضها الجانب الفلسطيني. وهذا ما يتوافق مع ما بثته القناة السابعة للتلفزيون الاسرائيلي ما إن اكتمل الحديث عن انتهاء بناء جدار الفصل مع مصر، حتى خرجت المصادر الإسرائيلية لتعلن التخطيط لإقامة الجدار الفاصل مع الأردن، لتتحول الخارطة الفلسطينية إلى مجموعة من الجدر، سيما وأن الجدار الإسرائيلي مع سوريا في مراحل التنفيذ.مد المفاوضات نشرت امس صحيفة «إسرائيل اليوم» المحسوبة على نتنياهو، بأن إسرائيل تنوي أن تطلب من الولايات المتحدة الإعلان عن تمديد المفاوضات لسنة أخرى. وذلك على خلفية التقارير التي تقول بأن الولايات المتحدة تنوي الإعلان عن اتفاقية دائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في وقت قصير بعد بداية السنة القادمة. وقد كان تعليل إسرائيل على ذلك أن الفجوات بين الطرفين كبيرة، وأي محاولة للضغط على الطرفين من أجل التوصل إلى قرار قبل أن تتهيّأ الظروف قد يؤدي إلى انفجار، وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية كالقدس المحتلة، فإن الفجوات بشأنها بين الطرفين كبيرة جدًا.وقالت محافل سياسية إسرائيلية مقربة من نتنياهو حتى الآن، أقيم قرابة 20 لقاء بين فرق التفاوض وقرابة 10 لقاءات باشتراك كيري. فقد خصّص للمفاوضات 9 أشهر ومن المتوقع أن تنتهي في شهر أيار. بدوره كشف رئيس فريق المـفـاوضــات الــفـلـسـطـيني، الدكتور صائب عريقات، بأن المفاوضات تجري الآن بين الفلسطينيين والأمريكيين، وبين الإسرائيليين والأمريكيين، دون اتصال مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبالمقابل، يبدو أن الرئيس الفلسطيني عباس ينقل عبء القرار والاستشارة من المؤسسات الفلسطينية – غالبًا، منظمة التحرير الفلسطينية – إلى جامعة الدول العربية. وفي إسرائيل، يقدّرون أن الرئيس الفلسطيني يدرك عدم وجود قوة سياسية وشرعية كافية من أجل إدارة عملية التفاوض مع إسرائيل والأمريكيين لوحده، وأنه يحتاج إلى دعم عربي، وتحديدًا من مصر، والسعودية والأردن.جدار الاغوارمن جهته, تحدث رئيس مديرية الجدار في وزارة الجيش الإسرائيلي العميد «عيرن أوفير» عن أن تحضيرات تجري من أجل بناء جدار على الحدود مع الأردن أسوة بالجدار الأمني مع مصر. ويؤكد أوفير أن الجدار مع مصر لن يكون الجدار الأخير الذي يبنيه الاحتلال؛ مشيرًا إلى استكمال بناء الجدار مع مصر والذي يبلغ طوله 245 كيلومترا امتدادا من رفح شمالا وحتى مدينة (إيلات/ام الرشراش) جنوبا، بتكلفة مليار ونصف المليار شيقل.تتضمن الخطة أنه خلال السنوات الأولى للتسوية فإن القوات الإسرائيلية ستقوم بدوريات على طول الحدود مع الأردن فقط بمفردها، وبعد عدة سنوات تصبح هذه الدوريات مشتركة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتنسيق مع الأردنيين الذين سيكونون متواجدين على الطرف الآخر من الحدودسياسة الأمر الواقعويقول الباحث في الشئون الإسرائيلية أنطون شلحت: « إن قرار بناء الجدار مع الأردن يستند إلى رفض مسبق من الاحتلال الإسرائيلي لأن تكون حدود 1967 هي حدود الحل النهائي مع الفلسطينيين.ويوضح أن «جميع الحكومات والدوائر الأمنية والسياسية الإسرائيلية ترى أن حدود 67 لا يمكن أن تشكل حدودا منطقية لحماية أمنها، وأن نهر الأردن هو الحدود الطبيعية الآمنة، لذلك لا تنازل عن الأغوار وعن السيطرة على الحدود الشرقية في أية تسوية مع الفلسطينيين».وينوه إلى أن الاحتفاظ بغور الأردن يأتي ضمن خطة يغئال ألون التي سوغت بعد حرب عام 1967 أن لا أمن لـ»إسرائيل» دون السيطرة على نهر الأردن.لا اوسلو جديدابدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف: إن الفلسطينيين لن يقبلوا باتفاق «أوسلو جديد» أو أي عرض أمريكي لاتفاق سلام «ينتقص من الحقوق الفلسطينية».وأكد أبو يوسف « أن المسار التفاوضي مغلق، بسبب تصرفات الحكومة الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، موضحًا أن المطالب الأمنية لحكومة الاحتلال ‘تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.وأشار إلى أن «تل أبيب» تريد إبقاء الكتل الاستيطانية، والتواجد العسكري على حدود دولة فلسطين المنشودة، مشددًا على أن القيادة الفلسطينية ترفض أي ترتيبات أمنية من شأنها الانتقاص من الدولة الفلسطينية، وأنها كذلك ترفض أن يكون سقف الدولة أقل من الاعتراف الذي حظيت به فلسطين في الأمم المتحدة.الجاسوس بولاردالى ذلك, قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح مسألة الافراج عن جونثان بولارد المسجون في الولايات المتحدة، كشرط لتحقيق تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين. واشار مقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية, الى ان نتنياهو سيطرح قضية بولارد شرطا لتوقيع اسرائيل على اتفاق الاطار الذي ينوي الجانب الامريكي عرضه على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بعد حوالي شهر. واضاف ان رئيس الوزراء ربما يطرح مسألة اخلاء سبيل بولارد كشرط لاطلاق سراح نحو 20 قاتلا من عرب اسرائيل.ونقلت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله: إن «موقف أوباما الذي يعارض الإفراج عن بولارد على الفور لم يتغير وليس هناك أي صلة بين بولارد وكشف النقاب عن قيام وكالة الأمن الوطني الأمريكية بالتجسس على الزعماء الإسرائيليين».