د. أمل الطعيمي

الهلال ورأس السنة

احتفل العالم بالأمس ببداية العام الميلادي الجديد، وكنا قبل شهرين قد استقبلنا السنة الهجرية الجديدة، ونحن في السنوات الأخيرة صرنا نحتفي بعض الشيء بقدومها، فنستهلها بالدعاء بالخير ورفع الأمنيات ووضع الخطط وتحفيز الأحلام المعتقة للبروز متجددة فنستبشر خيراً بالعام الجديد الذي نتطلع فيه لتحقق آمالنا وأمنياتنا وتجد الأحلام طريقها للتحقق. وفي الوقت نفسه لا ننسى نصيبنا من مشاركة العالم بالمشاعر نفسها عند بداية السنة الميلادية الجديدة، ليس لأننا نحتفل بمناسبات النصارى كما يعتقد بعضنا، ولكن لأن التأريخ الميلادي يفرض نفسه علينا في كثير من الأمور، وهذا شأن لا صلة له بالدين بالنسبة لنا، فكل دول العالم الإسلامي تعتمد التأريخ الميلادي، وهذه ليست دعوة للتخلي عن التاريخ الهجري أو رفضه، ولكن لأن بعضنا يعتقد أن التأريخ الميلادي انتكاسة دينية، وأن بعض الدعوات والأمنيات بالخير مع بداية السنة الميلادية محرم دينياً. وهذا الخلط لم يمنع أن نكون أكثر سكان العالم حظاً لأننا نجدد العهد مع أمانينا وخططنا وآمالنا في أول العامين الهجري والميلادي.هذا الخلط لم يمنع أن نكون أكثر سكان العالم حظاً، لأننا نجدد العهد مع أمانينا وخططنا وآمالنا في أول العامين الهجري والميلادي. والجميل أننا ولله الحمد لا نربط ذلك بما يوقعنا في البدع التي تقترب من الشرك أحياناً والجميل أننا ولله الحمد لا نربط ذلك بما يوقعنا في البدع التي تقترب من الشرك أحياناً، فهناك اعتقادات كثيرة مرتبطة ببدايات العام الجديد بعضها تفاؤلي وبعضها يوقع الناس في الابتداع الذي يأخذ بعض صور الشرك، فبعض الناس في بعض الدول العربية المسلمة يستبشرون خيراً بشرب الحليب صباح اليوم الأول من السنة، وهناك من يحرص على استخدام أي شيء جديد في بداية العام من الملابس أو الإكسسوار، وكلما كان اللون زاهياً كان ذلك أدعى للتفاؤل. ويحرص آخرون على تناول المأكولات الخضراء، ولهذا قد لا تجد شيئا من السبانخ أو البقدونس في لبنان أو سوريا وكذلك الملوخية في مصر، لأن اللون الأخضر من علامات التفاؤل بغد أخضر يانع واعد محمل بالخيرات. هناك من يميل إلى تكسير بعض الأواني الزجاجية إشارة إلى مضي السنة المنصرمة بكل ما فيها أو كأنهم يكسرون الشر عن السنة الجديدة، وفي بعض دول الشرق الأقصى يعمدون إلى وضع القطع المعدنية من النقود على موائدهم ليلة الاحتفال بالسنة الجديدة.ويعتقد بعض الناس أن وضع قطعة من الحلي الذهبية في كأس من الماء ثم شربه يعتقدون ببعض الأثر من هذا على عامهم الجديد. أما في أسبانيا فيأكلون اثنتي عشرة حبة من العنب كل حبة منها ترمز لشيء معين السلامة والسرور والصحة وغيرها، وفي بلغاريا من يعطس أثناء العشاء الأخير من السنة التي تستعد للانسحاب فإن المضيف سيقدم له هدية قيمة لأنهم يعتقدون بأن عطسة الضيف ستجلب لهم السعادة والسرور في العام القادم. تتعدد الاعتقادات ومن الناس من يؤمن بها فينزلق في الخطأ من حيث لا يدري، ومنهم من يسمعها ويضحك على محاولات الإنسان غير الإيمانية ولا العقلانية للتدخل في أقدارهم. ونحن في النهاية لا نملك إلا أن نسأل الله عند رؤية كل هلال أن نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله) دعاء شامل وعام لأهم متطلبات الحياة وتأكيد أن الله هو الرب المتصرف.