أهمية الأمن الوطني
عاشت الجزيرة العربية سنوات طويلة من التفكك وعدم الاستقرار وانعدام الأمن بحيث لا يستطيع الناس التنقل بين المدن والقرى بسلام وذلك خوفاً على حياتهم، وامتد ذلك الخوف إلى من هو مستقر في المدينة، بحيث لا يأمن على عائلته وأملاكه الخاصة من الضرر والسطو... وقد انجلت هذه المشكلة واستقر الأمن واطمأن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم بفضل الله عز وجل ثم بالجهد المبارك للملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) وبمن خلفه من أبنائه الكرام في هذه المسيرة الطيبة.إن الأحداث الأخيرة بالاعتداء وقتل رجال الأمن في مدينة العوامية أو غيرها من الجرائم في مناطق أخرى تعتبر أمرا خطيرا ويمس أساس «الأمن الوطني» الذي قامت عليه الدولة والذي يُشكِل ركيزة جوهرية لمطلب الشعب السعودي الكريم، وهذا التعدي لزعزعة الأمن لا يأتي من فراغ أو صدفة أو تصرف شباب جاهل، بل هو بلا شك أمر مخطط له وتتبناه مجموعات متطرفة باعت نفسها لدول خارجية نتيجة لانحراف فكري أو عقائدي أو طائفي، حيث تغذت هذه المجموعات على أفكار منحرفة لا تمت بصلة للدين أو العقل أو حتى الإنسانية بأي شكل من الأشكال، وأنا هنا لا أقصد المدارس الفكرية المعتدلة سواءً الإسلامية أو الليبرالية أو الحداثية على اختلافها والتي لا تتخذ العنف والإجرام منهجاً لها، ولكن المقصد المجموعات والخلايا التي استخدمت التفجير لمرافق الدولة والقتل لرجال الأمن الأوفياء وترويع عامة الشعب دون تمييز وكذلك دأبت على نشر الفرقة بين أبناء الوطن وبث التجريح المغرض والافتراءات للنيل من ولاة الأمر بالإضافة إلى نشر الأكاذيب حول الدولة واستقرارها ونموها... لذا نتساءل ماذا بقي لهؤلاء القلة المنحرفة التي لم يسلم من أذاها وإجرامها المواطن العادي ولا كيان الدولة ولا ولي الأمر ولا رجل الأمن ولا المقيم والزائر البريء ولا حتى الأماكن المقدسة.إن الحزم في معالجة هذا الخلل مطلوب جداً وبكل وضوح لاجتثاث هذه الفئة المنحرفة التي لا تشكل أي رأي ولا تحتل أي موقع بالمجتمع السعودي الوفي والمخلص لوطنه وإلى ولاة أمره، حيث أن استقرار وقوة «الأمن الوطنـي» أمر أساسي لايمكن المسـاس به أو التعدي عليه بأي صـورة من الصور وفي نفس الوقت يجب أن نقطع الطريق على الدول الحاقدة على المملكة لكي لا تتمكن من إيجاد بؤر أو خلايا إجرامية قد تستخدمها للنيل من وطننا أو وحدتنا الاجتماعية.