صحيفة اليوم

سلمان العيد

لو اتفقنا على العقار يمرض ولكن لا يموت, ماذا سيحدث؟ وماذا نتوقع ان يظهر جراء هذا المرض؟لو ان العقار يموت, حسب المقولة, فان الموت راحة في بعض الأحيان, خصوصا اذا كان الميت مريضا او عاجزا, لكن العقار يمرض ولا يموت, ففي هذه الحالة نتوقع وضعا صحيا يأتينا جراء هذا المرض, والذي قد يكون معديا, يجلب معه أمراضا أخرى, وعبر أقل الأحوال مرهقا يبعث على المزيد من التعب والأرق..أولى الأمراض التي يجلبها مرض سوق العقار هو تراجع الأسواق المتطفلة عليه, وأبرزها سوق المواد الصحية, ومواد البناء والمواد الكهربائية وكلها أسواق حية, تحتوي مئات الملايين من الريالات, وتستوعب العشرات من القوى العاملة, أليس هذا شبيه بالحمى الحادة التي تعطل كافة الأعضاء وترهق البدن وصاحبه وأهله. لان هذه الأسواق لم تكن لتوجد لولا سوق العقار, الذي هو نبع الحياة لها, فاذا مرض تموت تلك الأسواق, ويبقى حيا لانه لا يموت ولن يموت حتى يرث الله الأرض ومن عليها.وفي جانب آخر, نجد ان سوق العقار في حال تراجعت صحته (أي مرض بشكل طفيف) فان جملة من الأمراض تصيب المستثمرين في هذا القطاع, الذين رصدوا الملايين تدب في أوصاله, وتتحرك في زواياه وشرايينه, كلها تضيع هباء منثورا وتذهب أدراج الرياح, لينتظر أصحابها العافية للسوق. والله يعلم كم من الأذى والتعب النفسي يصيب بعض المستثمرين جراء حدوث وعكة صحية لعقاراتهم.وهنا يورد الآباء قصة أحدهم لقي حتفه قهرا وغيظا حينما رأى قطعة أرضه التي باعها بتراب الريالات في وقت أزمة صحية في سوق العقار, قد تحولت بقدرة قادر الى عمارة ضخمة بعد ان بيعت بألماس الريالات, حتى في خروجه من المرض يلقي سوق العقار بعض طشات العناء على من يقترب منه.بالتالي اذا اتفقنا على عدم موت العقار, وانه في حال مرضه لا يدع شيئا في الحياة إلا ويتلفه ويتسبب ـ بعد قدرة الله ـ في موته, لا الأسواق وحسب بل حتى الأشخاص والعمران, وربما بعض الأخلاق.. ألا يحق لنا ان نبحث عن علاجه اذا مرض وبسرعة, حى لو اطلقنا عليه رصاصة الرحمة, ونبحث كيف نقتله اذا مرض.. انها فكرة جنونية لكنها ضرورية للحفاظ على الحياة.