القادم أجمل
ولو أنها وزارة وليدة بحثت عن مقر لها "بإلايجار"في أولى خطواتها في مهمة القضاء على مشكلة الإسكان الأزلية والمتراكمة والمتشعبة ومعاناة السواد الاعظم من إمكانية الحصول على "بيت العمر"؛ ليقيه وأبناءه من مذلة الإيجار والمساس بغريزة الانتماء في شبه قارة تشكل المناطق المفتوحة والصحراوية 70 في المائة من مساحتها.الوزارة الفتية فتحت عدة خيارات لتوفير المنتجوهو إجراء بديهي ومدروس وذكي، واجتازت مشكلة الحصول على أراضٍ لتطويرها وتقديمها للمستحق، وإن لم يتحقق بالشكل المأمول إلا أن الطريق طويلة محفوفة بالمخاطر، ونفوذ من سيكون توفير السكن للمواطن بالنسبة لمدخراتهم واستثماراتهم كارثة مالية لم يحسبوا لها حسابا.ولعلي لن أضيف جديدا لو قلت إن هناك خطوتين يجب على الوزارة أعطاؤهما الاولوية، وبحث سبل تحقيقهما مع جهات خدمية اخرى لما سيكون لهما من مردود إيجابي كبير لحل المشكلة وهما "الرهن العقاري"، وفرض رسوم على الاراضي البيضاء والترخيص لشركات التمويل بشكل اكبر، والتركيز على قطاع التمويل والتطوير العقاري من خلال القطاع الخاص؛ لغلق فجوة العرض والطلب. أعرف ان الامر لن يكون سهلاً كما يتخيله كاتب في عمود الصحيفة، ولكنه إن لم يتحقق فلن تفي "بويتات" ووحدات الاسكان في استيعاب هذا الكم الهائل من الشباب المعلنين للاستقلالية عن بيوت ذويهم. الطريق طويل.. والقادم أجمل.والله المستعان.