المسؤول والإعلام
يجهل السواد الأعظم من المسؤولين أن جزءاً من مهامهم هو التصريح، والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، وتمرير المعلومة، والتوعية، وأخذ آراء المستفيدين من أي إجراء أو مشروع، ويعتقد الغالبية منهم أن الافصاح عن أي مقترح أو تعليمات هو مضيعة للوقت وتعطيل للقرار، ويعتقدون أن إدارات العلاقات العامة والإعلام في إداراتهم ما هي الا لاستقبال الضيوف وإعداد الوجبات البحرية لهم، مما يفتح أبواباً لا تغلق للتأويل والتحليل والتقصي لوسائل الاعلام، وهو أمر طبيعي، فالنزوع للشك هو سمة الصحافة والعلامة التي تميزها، كما قال «جون هو هنبرج» في كتابه «الصحفي المحترف».ومن هنا، جاء دور المتحدث الاعلامي «صاحب الجوال المغلق» والمكان المجهول، والإجراءات الروتينية في الرجوع لرأس الهرم للتصريح بشكل حذر عن قضية ما!!، مما يجعل النشر يسبق التوضيح ويخل بالاركان الثلاثة للخبر الصحفي الجيد، فمهمة الصحيفة تقديم الخبر وتحلل الحدث خدمة للقارئ والمشاهد والمستمع. فالوقت لا ينتظر والزمن لا يتوقف وسط هذا الموج الهادر من التقنية وشبكات التواصل الاجتماعي والمراسلين المجهولين والمحللين المتحللين!!.ولو أخذنا على سبيل المثال دور الدفاع المدني في إنقاذ الأرواح والممتلكات وهم يتعرضون للخطر، وهو إنجاز يشكرون عليه، وإنجاز يحسب لهم لا عليهم، ولكنهم متحفضون وكأنهم هم من أشعل النار وأطفاءها!!.ووسط هذا الكم الكبير من المسؤولين المتحفظين على إنجازات موظفيهم، يأتي قلة تهتم بالتواصل مع الإعلام وإعطائه المعلومة الصحيحة، بل إنهم يتصلون بوسائل الإعلام لنقل أخبار إداراتهم وإنجازاتهم، وتعيين موظفين مؤهلين جاهزين للعمل بإدارات العلاقات العامة والاعلام خلال الـ 24 ساعة، للرد على أي صحفي، ويكون ذلك تحفيزاً لموظفيهم وبناء جسور من الثقة بينهم وبين المواطن.وهنا لا بد من إعادة النظر وإعطاء الأولوية لصالح الوطن والمواطن. والله المستعان.