نجيب الزامل

الفتاة السعودية التي أنصفت مواطنة أمريكية من مؤسسة أمريكية!

استوت الفتاة على الكرسي وواجهت موكلتها في واحدة من دور المحاماة الخاصة الكبيرة في منطقة من مناطق لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبدأت بإنجليزية فصيحة تهز الأذن الشكسبيرية تفصل مع موكلتها دقائق الشكوى التي تقدمت بها ضد مؤسسة أمريكية خاصة كبيرة.القانون في أمريكا يعتبر من أكثر العلوم والوظائف والتخصصات لمعانا وبريقا ووجاهةالقانون في أمريكا يعتبر من أكثر العلوم والوظائف والتخصصات لمعانا وبريقا ووجاهة، إن أمريكا بلد المحامين، هم العباقرة، هم الأغنياء، هم الذين يزعجون منام أكبر شركة إن ارادوا أو أكبر قيادي. القانون الأمريكي الذي يستمد روحه من دستور الآباء المؤسسين، ومن ملاحقه ليس علما سهلا، إنه علم عميق ثقيل، يعتمد على أرقام النصوص وفروعها، وقد يكون لنص واحد رقم يطلق عليه (كود) يتكون من عشرات الفروع منبثقة منه بأرقام فرعية ولا بد لأي محام ممارس أن يحفظها كلها، لا وليس يحفظها بل يحفظ الكود، بحيث عند المحامين المحترفين يكتفى بذكر الكود بدون داع لإزجاء النص.. وهنا الذاكرة الحديدية، وبراعة الاستظهار والاستدلال الخيالية.. من خلال هذه النقاط الصغيرة، فروع الفروع قد تضيع كل قضية المحامي الذي عمل عليها شهورا أو سنين. لذا لا عجب أن مدارس القانون في أمريكا من الصعب دخولها إلا من اجتاز مراحل بالدراسة وقدرة عقلية متحدية فوق أنها بالغة الغلاء في رسومها، لذا حلم كل عائلة أمريكية أن يدرس أبناؤها، أو أحد أبنائها بمدارس وكليات وجامعات القانون.تلك الفتاة الجالسة مع موكلتها تخطت كل تلك التحديات، وكأن عقلها -ما شاء الله- في مسابقة تجاوز الحواجز، وتفوقت بكل الامتحانات، وحفظت نصوص القانون الفدرالي مع تلك النصوص المتفرعة خاصة لولاية كاليفورنيا هي فتاة سعودية، المحامية «سارة بنت عصام الخرساني»، ووصلني ما يقال عن تفوقها على طلبة أمريكيين وجنسيات مختلفة.الزبدة ليس كل ما قلت.. بل انها فازت بالقضية.