الإرهاب الحقيقي
إن الشخص المخلص لبلده يتأثر ويحزن عندما يرى حدثا أو أمرا يؤثر على وطنه أو يزعزع استقراره أو يضر بأفراد الشعب الذين هم عمود البلد والهدف الذي تسعى الدولة مشكورة لحمايتهم والحفاظ على سلامتهم وتوفير جو الاستقرار والرفاهية لهم، لذلك بادرت وبكل حزم واقتدار حكومتنا الرشيدة لمكافحة الإرهاب، الذي تمثل بأعمال خارجة عن القانون من تفجيرات وقطع الطرق وترويع الآمنين من أبناء الشعب والمقيمين، وهذا الأمر طيب ومشكور لما قامت به الحكومة.ولكن ما يشاهد الآن نوع آخر من «الإرهاب» الذي لا يتوقف ويحصد أرواح أبناء الشعب يومياً ولا يميز بين الذكر والأنثى ولا بين المخطئ والبريء الذي لا ذنب له سوى أنه خرج من بيته، إن هذا الإرهاب الحقيقي هو «حوادث السيارات» في المملكة التي يذهب ضحيتها أكثر من 4000 شخص سنوياً ناهيك عن المرضى والمعوقين والأموال التي تتلف بدون فائدة من السيارات والممتلكات الخاصة التي تُعد بمليارات الريالات، إضافة إلى ما تتعرض له الأسر من فجيعة وألم مستمر نتيجة لفقدان أبنائها وفلذات أكبادها من الشباب أو الآباء أو الأمهات بسبب حوادث السيارات التي قد يكون الضحية غير مخطئ وغير مخالف ولكن فقد حياته نتيجة تهور وخطأ غيره.إن موضوع حوادث السيارات طرح كثيراً، والإحصائيات بعدد الوفيات والإصابات نتيجة ذلك معروفة وتنشر في الصحف، وكذلك توجد جمعيات تخصصت علمياً لتحديد الأسباب ووضع طرق العلاج للحوادثلذلك نحن نتساءل بكل حرص وحب لبلادنا وشعبنا الوفي لماذا يستمر هذا «الإرهاب الحقيقي» دون علاج حازم وسريع خصوصاً إنه يحصد سنوياً أضعاف الأنفس البريئة التي ذهبت نتيجة التفجيرات والأعمال المخالفة للقانون والتي بحمد الله ثم بجهد الحكومة مشكورة تم القضاء عليها.إن موضوع حوادث السيارات طرح كثيراً، والإحصائيات بعدد الوفيات والإصابات نتيجة ذلك معروفة وتنشر في الصحف، وكذلك توجد جمعيات تخصصت علمياً لتحديد الأسباب ووضع طرق العلاج للحوادث مثل جمعية السلامة المرورية وغيرها، ولكن المستغرب عدم التطبيق وعدم الحزم في إيقاف هذا الإرهاب الحقيقي الذي تدمى له قلوبنا عندما نرى شباب وطننا الأعزاء يموتون يومياً بسبب حوادث السيارات في كافة مناطق مملكتنا العزيزة ما يستوجب علينا التحرك السريع والحازم؛ لحماية ثروتنا الوطنية من أبناء الشعب.