نجيب الزامل

عبدالرحمن راشد الراشد.. هل سقط؟

 كيف نعلم الأشياء، وبالذات الأشياء التي يقوم أو سيقوم بها الأشخاص؟ إنها عن طريقين لا ثالث لهما. طريق الانطباع أو التوقع. والطريق الثاني طريق التجربة. والانطباع والتجربة هما ركيزتا المعرفة. واختلف المفكرون والمعرفيون في تحديد أيهما أهم، التجربة التي تنمّ عن معرفة واقعية، أو التوقع والمنطق. وهنا يهمنا أن نعرف دور هذين العنصرين العقليين فيما دار في انتخاب منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية. وكيف يخادع العقل في التحليل الاستدلالي والتوقعي مع العاطفة والإثارة. لقد خرجت صحف ورسائل هاتفية وغيرها تقول: «مفاجأة سقوط عبدالرحمن الراشد في منصب الرئيس وفوز العطيشان بالرئاسة» وما رأيت ظلما يحيق بشخصين كما أصاب الرجلين.. حتى من يعتقد أن العطيشان فاز. لا أدري كيف استقرت في الأذهان كلمة «سقوط» بالتعرض لعبدالرحمن الراشد؟ كيف يٌعتبر سقوطاً لمن لديه ثروة تجارب مدللة ناجحة، فهو انتخب لمنصب الرئيس ثلاث مرات، وشغل أعمالاً كثيرة في الغرف التجارية، ثم ان الغرفة تقدمت ببرامج كثيرة، وظهر عاملون ناجحون ومحترفون من أمينها العام، إلى مديري إداراتها وموظفيها. ولقد كانت طبيعة عبدالرحمن الراشد الشخصية في التواصل مع الناس في مختلف مراتبهم مدهشة، اعطت للغرفة إشعاعا كبيرا، غطى مناطق البلاد والخليج والدول العربية والعالمية. كما أنه رجل أعمال متعدد الخبرات فمجموعة عائلته تقوم بعشرات الأعمال المختلفة نفعت أن تكوّن منه مناقشا مقنعاً في أكثر من صناعة لتحقيق الفائدة لمن يمثلهم من أعضاء الغرفة. كما أن لعبدالرحمن الراشد مناصب كثيرة في إدارات ومجالس ولجان متعددة وكلها انعكست على أدائه في الغرفة. كما أنه اختير ليكون عضوا في الشورى، وانظر كيف يعطي من وقته أياما في الأسبوع الواحد لا ساعات كانت ستنفع ماديا أعماله أكثر. ثم ان الرجل أبدى كما قرأت شهامة الفرسان في عدم اللجوء للمبارزة في القرعة، وتنازل لأخيه وزميله عبدالرحمن العطيشان.ويُظلم عبدالرحمن العطيشان في الحكم عليه إيجابا أو سلبا من الآن، فهو في مرحلة الانطباع والتوقع، وليس الاستدلال، لأنه لم يخض التجربة بعد، والفوز الحقيقي هو بعد خوضه لتجارب تنمية الغرفة ورفع معدلات أدائها ورضا أعضاء الغرفة على ما سيقوم به من أجلهم. ومن معرفتي الشخصية بالسيد العطيشان أجد أنه سيكون أكثر قربا لرجال الأعمال الشباب، وربما حارب، وهو محاربٌ قوي، من أجل شيوع ودعم المفهوم الحقيقي للعصامية الفردية، خصوصا وآلاف الخريجين القادمين من الابتعاث أكثرهم يحتاج عملا حرا نوعيا. ودراسة تقوم بها الغرفة في هذا الموضوع بعهده سيكون رائدا.الحقيقة إلى الآن كلا الرجلين قد فاز. الأول خاض تجربةً ونجح. والثاني سيخوض التجربة وندعو اللهَ له بالنجاح. وترون.. لم يسقط أحد!