علي بطيح العمري

جرائم فيها نظر!!

لا يدري الواحد منا من أين يبدأ حينما يشاهد بلاد العرب أغلبها تلتهب، ففي بلد هارون الرشيد يتعرض أهلها إلى حرب إبادة تقودها قوات نوري المالكي، حرب ودمار وتشريد لأهالي الفلوجة والأنبار وغيرها، هذه الإبادة مسكوت عنها عالمياً وإعلامياً لأنها تحت مسمى الحرب على الإرهاب.بشار الأسد يقذف ببراميله المتفجرة سوريا برعاية إيرانية وتواطؤ غربي، والمالكي هو الآخر يحارب بشهادة «حسن السيرة والسلوك» والرضا الغربي والفارسي.في العراق يباد الأبرياء في حرب عصابات تقودها ميليشيات تقتل على الهوية وبدافع العنصرية والتعصب، بقية الدول تتفرج على من تربطهم بهم أواصر الدين واللغة والجوار، وإن قدر لدولة ان تغضب نراها تصدر بيانات شجب واستنكار وتنديد وكلها في النهاية حبر على ورق!تخيل قارئي العزيز لو كانت الأحداث معكوسة!!تخيل أن «الحوثيين» في اليمن يستغيثون، هل تتوقع أن إيران تظل مكتوفة الأيدي؟!تصور أن أقلية نصرانية في دولة إسلامية ما تستنجد، هل تتوقع أن الغرب سيتفرج؟!لن تسكت إيران ولن يهدأ الغرب لابد أن يغيثوا من «انتخاهم» ومن استغاث بهم.ما أحسن هذا البيت في تصوير حالنا اليوم مع السياسة العالمية: قتل امرئ في غابةٍ.. جريمة لا تغتفر!وقتل شعب آمنٍ.. جريمة فيها نظر!ما أكثر جرائم الغرب والفرس في حق الشرق التي فيها نظر، يقول جندي أمريكي عائد من العراق: «قيل لنا أننا نحارب الإرهابيين، لكني كنت أنا الإرهابي، والإرهاب هو احتلالنا»!السؤال: ماذا بقي لأمة راحت شامها، وعراقها، وقدسها؟! لا جواب لدي فالجميع يقرأ الأحداث على أنها ليست في صالح المسلمين بالمرة، ما لم يتغمدهم الله برحمته ويوفق مصلحيها لتحديد اتجاه بوصلة الإنقاذ والإصلاح في العالم الإسلامي برمته؛ فليس لدى المسلمين ترف الانتظار حتى يذوبون ويضيعون!دِين ودَينأحسن ما قيل في بر الوالدين..إنه دِين ودَين..دِين.. فبرهما يدخلك الجنة.. ودَين سيرده أولادك يوما ما!رب ارزقني بر أمي العزيزة وأبي الراحل.مقارنةفي الجاهلية كانوا يتساءلون لما كان يخطب الشخص امرأة عن حسبه وحسبها!ولما جاء الإسلام صار الناس يسألون عن دينه ودينها!واليوم يسألون عن ماله ومالها!فن أهملناه؟قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». قاعدة في فن التعامل في العلاقات الإنسانية.. لو طبقها المسؤول، والموظف، والمقاول، ولو طبقناها في بيوتنا لعم الفرح فينا ولساد الحب بيننا ولانحلت أكثر مشاكلنا!متى نعي أن الأحاديث وكذا الآيات ليست للحفظ فقط، بل هي للممارسة والتطبيق؟!