ساهم في الطلاق.. وكرس نزعة التباهي عند المنظمين
عزيزي رئيس التحريرقرأت ما كتبه في هذه الصفحة يوم الاحد 6 جمادى الأولى الاخ علي بن حسن الشبعان رئيس مهرجان الزواج الجماعي بالقارة ومنسق مهرجانات الاحساء عن اهمية الزواج الجماعي والجهود المستمرة لتطويره من موسم الى آخر.وقد سرني ذلك كما يسر أي فرد في المجتمع باعتباره عملا تعاونيا ودليل ترابط بين الناس في الامور المهمة.ولكن الملاحظ اقبال بعض الشباب على الزواج عبر هذا المشروع دون الاستعداد اللازم للحياة الزوجية الاستعداد النفسي والاقتصادي مثل الاستقرار الوظيفي او على الاقل وجود مصدر دخل مضمون يستطيع به الزوج ان يواجه متطلبات الحياة التي تأتي بعد الزواج وكذلك ضمان مكان للاقامة حيث ان كثيرا من الشباب لا يملكون سكنا للاستقرار فيه (منزل او شقة صغيرة) هذا ما يجعل الحياة صعبة على الزوجين وخصوصا اذا كان الزوج او الزوجة ممن يتبع الموضة في الصغيرة والكبيرة من لبس واكل ومسكن وسفر وغيره.اتساءل هل ان من دفع الشباب للزواج بهذه الطريقة السريعة غير المكلفة نسبيا مقارنة بالزواج الفردي يستطيع ان يحل مشاكله وازماته الاقتصادية بعد اتمام الفرح والدخول في القفص الذهبي؟ هل يستطيع الوقوف بجانبه بعد ان تضغط عليه الديون بقوة؟.اننا نجد في ليلة واحدة كيف تصرف تلك المبالغ الطائلة في سبيل التباهي بين المناطق التي تقيم حفل الزواج الجماعي.. وهذا التباهي يكون على حساب المتبرعين واصحاب الاعمال الخيرية والمشاركين في العرس ولو امكن ادخال بعض هذه المبالغ للزوج المحتاج لمساعدته في امور مستقبلية لكان ذلك احسن.اننا قد نلحظ تزايدا في عدد حالات الطلاق بازدياد مشاريع الزواج الجماعي فهل يمثل التسرع والعجلة في تزويج من هو غير كفء للزواج - اما لصغر السن او لعدم الاستعداد الكامل.. اقول هل يمثل عاملا آخر في ظاهرة الطلاق؟ وهل نستطيع بعد هذا ان نقول: (خير البر عاجله)؟ بالنسبة لتزويج الشاب غير المستعد للزواج لندفع بحياته الزوجية نحو المجهول؟.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) اقول هل كلمة (استطاع) وكلمة (من لم يستطع) التي وردتا في الحديث الشريف يقصد بهما بلوغ الرجل سنا يكون فيه قادرا على الانجاب فقط لكي يتزوج؟قال الله تعالى(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) سورة النور آية 32.هنا كلمة (وليستعفف) وكلمة (حتى يغنيهم الله من فضله) تحث على التروي وعدم الاستعجال في امر الزواج اذا كان غير قادر على متطلباته، واقصد المتطلبات الضرورية الاساسية التي لاغنى عنها لكي يسعد الجميع بهذا الزواج.وهل النجاح في تلك المهرجانات بالارقام حيث نتفاخر بانه تم تزويج كذا رقم من العرسان في هذه السنة وسيتم تزويج ضعف العدد في السنة القادمة وننسى الاعداد التي ينتهي بهم المطاف الى تعقيدات الحياة الزوجية وربما الى الطلاق او تنتهي بهم العلاقة بدخول الزوج في مساءلات وقضايا مالية مع احدى شركات التقسيط!على اية حال كلنا نتمنى ان يبارك الله للعرسان عرسهم وان يرزقهم الذرية الصالحة والحياة الهنيئة. وما قلناه ماهو الا مجرد تنبيه لكي نلتفت الى بعض الامور وفي مقدمتها استعداد المتزوج لحياته الزوجية القادمة.@@ زكي بن علي العقيلي