«صحف المجانين»
الدكتور عمر المشعبي رئيس بلدية الطائف السابق هو أول من ابتكر طريقة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من تشويهها بالكتابة، ومحاولة إيجاد بديل للكتابة على الجدران والصخور ببناء حوائط بيضاء فى الحدائق والمنتزهات تدهن شهرياً باللون الابيض، لهواة الكتابة والرسم وقارضي الشعر والحكم ومشجعي الاندية، وسبق وأن كتبت عن هذه الفكرة قبل 23 عاماً فى هذه الجريدة ووجدت تأييدا من البعض ومعارضة من آخرين بحجة أنها تنمي بالشباب هذه العادة السيئة وأن الجدران صحف المجانين، والكتابة على الصخور قديمة بقدم الكتابة نفسها، فقد ذكرها الاصمعي حين قال: بينما كنت أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:يا معشر العشاق بالله خبروا إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعفكتب الاصمعي تحته مشاركاً فى تشويه الذوق العام:يداري هواه ثم يكتم ســــره ويخشع في كل الامور ويخضعيقول: ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطعفكتبت تحته البيت التالي:إذا لم يجد صبرا لكتمان سره فليس له شيء سوى الموت ينفع يقول الاصمعي: فعدت في اليوم الثالث، فوجدت شابا ملقى تحت الحجر ميتا سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا .. سلامي إلى من كان بالوصل يمنـــع هنيئا لارباب النعيم نعيمهم وللعاشق المسكين ما يتجرعتذكرت ذلك حينما رأيت معاناة بلدية الظهران من العبث الدائم بمظلات ودورات المياه بشاطئ نصف القمر، والجهد الكبير مع كل موسم لإعادتها الى ما كانت عليه. صدق من يقول إنها «صحف المجانين» والله المستعان.