سجدي الروقي

«كوارع» جدة ونفي الأمانة

نفت أمانة محافظة جدة صحة مقطع "كوارع الكلاب" الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وقالت الأمانة في بيان لها: إن تلك "المقادم"  لأغنام وأبقار تم ضبطها بعد 7 سنوات في منزل شعبي بحي بترومين. وهذا النفي متوقع وغير مستغرب، فمنذ أن عرفت القراءة وفككت الحرف من الحرف لم أقرأ لأي أمانة أو بلدية بعرض المملكة وطولها اعترافا واعتذارا للمواطن عن تقصير أو خطأ كان خارجا عن إرادتها "وما أكثرها". كليشة "النفي" جاهزة وفي أواخر بيان النفي لا بد أن يعدد "النافي" جهود وانجازات الادارة وحنكة وفراسة سعادة المدير فى كشف كل ما يمس سلامة المواطن ويصرح ويلمح لأعداء الانجاز.الخبر تناقلته صحف ومواقع عربية وإسلامية عديدة، فجدة بالنسبة لهم بوابة الحرمين الشريفين، ومنها واليها يدخلون ويأكلون ويشربون، ولن يكفيهم نفي حتى تتحسن الصورة السيئة التى نقلت، والحادثة المخجلة المكتشفة.ولو أن سيول جدة الشهيرة ما جرفت العباد وأزهقت الأرواح لنفت الأمانة ما تردد عن أن هناك مياها تسيل في الشوارع، وقالت: إن ذلك يأتي بناء على توجيهات سعادته لتنظيف الشوارع بالماء والصابون. كنت أتمنى لو أن النافي أوضح كيف استمرت هذه المخالفة لسبع سنوات؟ وأين موظفو صحة البيئة عنهم طيلة هذه الفترة؟ وكم أعداد المطاعم التى تتعامل معها؟ وما الاجراء المتخذ بحق البلدية ومراقبيها؟ لكن من أمن العقوبة أساء الأدب, وابحث أيها "النافي" فإنني أشم رائحة فساد وأشخاصا يقفون وراء هذا المعمل "الكوارعي" فالوافد بطبعه متردد ما لم يكُن وراءه شخص مهم ومؤثر.جدة بثقلها الاقتصادي والاجتماعي عروس البحر  .. ألا تستحق حملة شاملة عامة على المطاعم والبوفيات ومحلات إعداد الأطعمة كحملة أمانة الرياض الكبيرة التى كشفت عن تجاوزات لمطاعم كبيرة وشهيرة تم إغلاقها والتشهير بها فى حينه؟ ولو أن أمانة جدة قامت بها لوجدت مئات المخالفات والتجاوزات وعشرات مسالخ الكوارع، فصحة المواطن لا يمكن التهاون فيها، وحلها بفرمان نفي و"الله المستعان".