مصطفى والفحص والكبتاجون
يسمونه في الشام الجريحة «الفحص» وفي مصر الجديدة «الامتحان» وهنا يسمى «الاختبار»، ومهما تعددت المسميات فهو يوم الحصاد لعام دراسي طويل، وفي اعتقادي أن تسميته «الفحص» هو الصحيح لغوياً، والمعنى متطابق مع الحدث، فالاختبار هو اختبار الآلة، والامتحان «أعاذنا الله وإياكم من الامتحان»، وفي هذه الأيام تستنفر الأسر كافة طاقاتها وحوافزها وإمكاناتها لتوفير الجو الملائم لأبنائها وتكثر به عبارات الترهيب والترغيب، ومهما فعلت الأسر فلن يجتاز هذه المرحلة إلا من كان يعيش من بداية العام الدراسي في هاجس «الفحص والامتحان والاختبار».والأسر بمختلف مستوياتها تعد العدة هذه الايام إلا أسرة «مصطفى» المحترمة، فهذه الأيام بالنسبة للأسرة وأبنائها فترة ترويح ونقاهة وإجازة مبكرة، وتفكير في الخطوة الاخرى، إما إلى جامعة أو كلية أو الانتقال للصف الذي يليه، «مصطفى» كانت أيامه كلها «فحصاً» ولياليه كلها «اختباراً» كان يكره الغبار ويوم إجازته، يمقت حتى الإجازة الأسبوعية، ويعتقد أنها مضيعة للوقت فاليوم الذي يمر بلا معلومة يوم «عبوس قمطرير».والأدهى والأمر وما يجهله بعض الأسر ويعرفه آخرون ويغضون عنه الطرف للثقة المفرطة في أبنائهم، وهم لا يعرفون أن أكثر من 70% منهم يتعاطونها عن جهل بمخاطرها ورغبة في السهر للاستذكار الطويل واسترداد المعلومات. نشاط تجار «الكبتاجون» والأبيض وآخر جديد اسمه «مسهرني»، هذه الآفة الخطيرة يجب أن تتضافر الجهود الأمنية والأسرية والمدرسية لتضييق الخناق على من يتربصون بأبنائنا. راقب ابنك ولا تترك له فرصة التجول بعد الاختبار. والله المستعان.