سجدي الروقي

أرخصوه أنتم

اشتكى الناس على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- غلاء اللحم، فقال لهم: أرخصوه أنتم! فقالوا كيف؟ واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة! قال "اتركوه لهم". الفاروق قال قاعدة اقتصادية رائعة، وهو الخليفة وصاحب الأمر والقوة. وفي زمننا المعاصر، رفع تجار البيض في الأرجنتين الأسعار، فأدبهم الشعب بحملة مقاطعة، فرخص البيض أكثر مما كان عليه. لا يختلف اثنان على أن سعر المتر "الترابي" وصل لدينا إلى مبالغ غير معقولة، بشهادة أصحاب وتجار العقار أنفسهم، وأسعار البيوت والفلل أصبحت أضعاف ما هو معروض في المنتجعات الأوربية، ففلة بأحد الأحياء المتوسطة الخدمات، معروضة بثلاثة ملايين ريال، ومتر الأرض الخام 2000ريال.. أيعقل هذا؟! ونحن لم نضبط حتى الآن نسبة التضخم وغلاء المعيشة وتراجع دخل الفرد السنوي.وزارة الإسكان وجهت ضربات حذرة وخفيفة لمحتكري العقار، وتراجع كثيراً نتيجة الضربة القاضية بأخذ رسوم على الأراضي البيضاء، إلا أن المؤشرات تقول: إن الابن البار سيكون "عاقاً" في يوم قريب، وعبئا على والده، وتجار العقار المتمرسون في السوق يقولون: إن العودة إلى الأسعار المعقولة هو في صالحهم أولاً وصالح كل باحث عن سقف يأويه. وسبق أن قلت إن توجه الدولة جاد وصادق في ايقاف هذا التضييق على المواطن، وانقاذه من الديون والقروض، التي ينتهي وهي لم تنته، وإنشاء وزارة للإسكان بحد ذاته، خطوة هامة وموفقة، والكرة في ملعبكم، فأرخصوها أنتم. والله المستعان