بين أثينا وحصة «حضارات»
"أثينا" فتاة إنجليزية ماتت بالسرطان، بعد معاناتها لعدة سنوات، وجدوا رسالة من 3000 كلمة في غرفتها، موجهة إلى والديها واخوتها، تحثهم فيها على حب الحياة والاستفادة والتمتع بكل دقيقة تمر عليهم، تقول: "إن المرض هو المحطة الأخيرة في قطار الحياة، فكونوا سعداء عندما تنتهي الرحلة.. وجاء في الرسالة مخاطبة والديها: "الحياة ستبدو سيئة في حال ما إذا جعلتها سيئة وستبدو جميلة عندما تكون جميلاً".أثينا عمرها لا يتجاوز الرابعة عشرة سنة، كانت متشبثة بالحياة بكل تأكيد، ولكن قضى عليها المرض، وتركت خلفها رؤية ونصائح لعائلتها الصغيرة، ولم تكن تعرف أن الرسالة نقلتها نصاً أكثر من 140 وسيلة إعلامية حول العالم. وترجمها عدد من الصحف إلى عدة لغات..لو أن "حصة" في بلد ما، وحل بها ما حل بأثينا، وطلبنا منها أن تكتب رسالة، فماذا تتوقعون أن تقول: "أصابتني العين، وقتلتني يا أمي، وأنا كنت أقول لك خذي من أثر أم صالح خذي بس الشكوى لله- ناس ما تعطي خير، انتبهي لخواتي منها، عسى عيونها بالعمى!!!" أمي الحبيبة" الحياة ما تسوى "بصله" فلا تنتظري إلا مزيداً من العيون والموت لاخوتي"، الفرق رؤى وحضارات وتعليم وتربية، والدين بريء من اعتقاداتنا الخرافية. كل مريض، كل فاشل، كل راسب، هي العين لا محالة.. أصبحنا نشفط رائحة كبستنا، حتى لا يشمها الجيران يعطونا "عين"..العين حق، والحبيب يقول: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ»، وهذا لا يعني أن نربط كل مصيبة بها، وكل جميل "بالحظ"، هي الأقدار، فانطلق للحياة، ولا تكترث للعيون، إلا عيون "ساهر".. والله المستعان