قُل «كذبت» وكفى
حيلة العاجز الحاقد المتخاذل عندما يريد المساس بمجموعة أو فئة أو قبيلة أو شعب بأكمله هي الحرب بحلاوة النكتة والضحك للتقليل من شأنهم وإحباط عزائمهم حتى يعرفوا بذلك فتنشأ أجيالهم على أن هذا هو واقعهم فيتطبعون بكل قبح وهم منه براء.كانت الازقة والمجالس والدواوين هي منبرهم، والآن وجدوا ضالتهم فى التقنية الحديثة وبأسماء مستعارة.المشكلة أن شبابنا يروجون لمثل هذه النكت على أنفسهم وعلى آبائهم وحتى على ولاة الامر وعلماء الأمة، بقصد الضحك و"الفرفشة" وهم لا يعلمون أنها أسرع وسيلة لغسل الادمغة واكثر أنواع «الأيدولوجيا» لتغيير المفاهيم.أيام الاستعمار البريطاني علموا أن أهل «الصعيد» بمصر ذوو قوة ونخوة وثبات وتدين، أرادوا كسرهم بترويج النكت عليهم وصرفوا على ذلك مبالغ طائلة حتى ظن الصعيدي نفسه أنه كما يقولون ورسخوها فى مفاهيم أجيالهم حتى هذه اللحظة عندما يذكر لك «صعيدي» يتبادر إلى ذهنك أنه شخص سطحي وغبي!! وهو بالعكس من ذلك تماما.انتشرت «النكت» على السعوديين ونشرها السعوديون أنفسهم مع الأسف وهى تدار من غرف مظلمة خارج الحدود، كما هو محزن أن يستقبل ابني أو ابنتي رسالة تحط من قدر ومقدرة رجال وأبناء هذا الوطن وتقلل من هيبة علمائهم وتستهزئ بنسائهم وتحبط عزائم شبابهم. لابد من قانون يجرم كل من ينشر أو يروج، لا بد وأن نتتبع المصادر ونقضي على الحية فى جحرها. وأنت أخي الشاب لا تكن أداة، وتذكر دائماً قول الله تعالى «ويل لكل همزة لمزة».دافع عن وطنك ووالديك وولاة أمرك، أشعل نار الحمية فى داخلك، وعندما تصلك مثل هذه «النكت» رد عليها بكلمة واحدة قُل «كذبت».. والله المستعان.