عبدالرحمن الربيعة

المـــــدارس ومستـــــــوى التعليــــــم

لقد زاد بشكل كبير عدد المدارس في بلادنا العزيزة سواءً للمرحلة الإبتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وقد غطى ذلك كافة المحافظات والمدن والقرى وحتى الهجر ، وهذا - بلا شك - أمر إيجابي جداً أن ينتشر التعليم ليقضي على الأمية والجهل. ولكي نؤهل الجيل الجديد من الشباب (ذكورا وإناثا) لزيادة تحصيلهم الدراسي ومواصلة التطور العلمي ليكونوا قاعدة نمو وازدهار بلادنا العزيزة مستقبلاً التي تحتاج لجهد وعطاء كافة أبنائها المخلصين لوطنهم وقيادتهم.إن المتابع للمستوى التعليمي لطلابنا في المدارس - على اختلاف المراحل الدراسية - يجد ضعفا شديدا في هذا الجانب بكافة التخصصات سواءً العلمية أو الأدبية أو الشرعية أو الإدارية. وهذا الأمر مقلق جداً ولا يحقق الطموح المرجــو من المدارس عندما يتخرج الطلاب ويُمنحـون الشهــادة الدراسيــة وهــم ضعفــاء «تعليمياً» حيث إن ذلك يتسبب في وجود أجيال من أبناء الوطن غير قادرين على الارتقاء العلمي وكسب المعرفة التي هي أساس التطور لأي دولة. لضعف الأساس الدراسي الذي أمضوا فيه سنوات طويلة من حياتهم دون مكاسب حقيقية. أضف إلى ما تقدم أن التعليم لا يقتصر على المواد الدراسية العلمية فقط، بل يتعداه إلى التربية والأخلاق والسلوك التي - مع الأسف - يلاحظ عدم تطورها لدى الطلاب، خصوصاً إذا نظرنا إلى حوادث الاعتداء على المدرسين وممتلكاتهم أو الجرائم بالأسلحة بين الطلاب وانتشار ظاهرة التدخين وغيرها من الأمور التي تعطي مؤشرا سيئا لمستوى التربية والتعليم في المدارس.إن منهجية التعليم في مدارسنا يجب أن تُراجع بصورة علمية وواقعية مع دراسة ميدانية حقيقية لتحديد المشكلة ومعرفة مواطن الخلل التي يمكن من خلالها وضع آليات لعلاج القصور في التعليم وتطويره للأحسن بحيث نرفع المستويين الدراسي والسلوكي لدى الطلاب (ذكورا وإناثا). بالإضافة إلى تقوية الحس الوطني لدى أبنائنا ليكون لدينا رصيد من الشباب الذين يخافون ويحرصون على رُقي وسلامة بلدهم. كما يحرصون على تقدمهم وتطورهم التعليمي، لأن ذلك هو السبيل الصحيـــح لنمو ونهضــة الوطن بأيدي أبنائه.. وإلى الأمام يا بلادي.