سجدي الروقي

المكينة الألمانية وإدارة الحشود

تشرفت المانيا عام 2006 م عند استضافتها كأس العالم وبمشاركة المنتخب السعودي بحضوري شخصياً هذا الحدث المونديالي الكبير، وكانت مهامي أن أنقل الوجه الآخر بعيدا عن الكرة ونتائج الفرق المشاركة وكتبت سلسلة مقالات عن مشاهداتي نشرت فى اليوم، ولعل أبرز ما لفت نظري هو عشوائية إدارة الأمن الالماني للحشود رغم التقنيات العالية وكثافة رجال وسيدات الأمن فى كل مكان خاصة مع الجماهير الانجليزية والهولندية والاسبانية المشاغبة. الدخول للملاعب والخروج منها كان الأجمل، حيث إن التذاكر الممغنطة وأرقام المقاعد وترقيم البوابات حدت بشكل كبير من الزحام واحتكاك الجماهير مع بعضها، إلا أن الدخول الجماعي دورات المياه أفسد علينا متعة الجلوس لفترات طويلة فى هذا الصرح الرياضي البديع لرغبتنا في العودة للفندق وأخذ راحتنا فوق المراحيض "أكرمكم الله".رأيت أن الالمان بعدتهم وعتادهم ومكينتهم التى لا تهدأ ولا تتوقف وبعلمائهم  101 الفائزين بجائزة نوبل كانت شبه عاجزة عن إدارة الحشود بشكل أكثر تنظيما، وقارنت ذلك بموسم الحج لدينا والخطط الرائعة لتسيير البشر خاصة ان المقارنة مختلفة تماماً. فالمونديال شريحة شبابية متقاربة الاعمار موزعون على قطعة جغرافية أكبر عشرات المرات والوقت أطول. أما الحجيج فمختلف الاعمار والاجناس والالسن والهدف واحد وفى مساحة جغرافية محصورة ووقت محدد لكل منسك، وفوق هذا استحققنا أن نكون الدولة الرائدة فى إدارة الحشود، مع استفادة عدة دول من ذلك.. والله المستعان.