د. أمل الطعيمي

ماذا يحدث في المجمع الطبي؟

حين تفقد الإدارات اتزانها لأي مستجد، يتطلبه العمل، تكون أولى النتائج هي سقوط ضحايا على الصعيد العملي، فيفقد أولئك بعض المزايا العملية التي تنتج عن التغيير الوظيفي، وهذا شأن يحتاج لبعض الوقت والجهد للاعتياد عليه؛ لأنهم ما زالوا على رأس العمل. ولكن المحزن أن تدفع تلك المستجدات واختلال الميزان الإداري إلى أن تنتزع منك الوظيفة رغماً عنك، بدلاً من معالجة وضعك للأفضل. إن هذا -بلا شك- أمر مشين على المستوى العملي والإنساني، الذي يتبرأ منه من يخطئون في حق الآخرين عملياً، حين يواجهون توسلاتهم بقول: نحن هنا لسنا وزارة الشئوون الاجتماعية!! وكأن الموظف وقف أمام مكاتبهم ليستجديهم العطاء!! نعم يا سادة لستم كذلك وليسوا هم أيضاً ممن يشحذ رزقه الذي يحصل عليه بجهده وعمله. ولكن الطريق إلى الانضباط الذي يتطلبه التغيير الإداري، يتطلب مزيداً من الانضباط العملي، ولا يكون على حساب أرزاق الناس.من قال إن العمل المنظم يتطلب أن يتجرد فيه أرباب العمل من الاهتمام بالحس الإنساني! ولا يفكر فيه إلا حين يقلب كفيه هازئاً بتوسلاتهمإن ما يحدث الآن في المجمع الطبي بالدمام، هو انفلات إداري، سقط بسببه عشرات الضحايا من أبناء وبنات الوطن، فقدوا أعمالهم بين عشية وضحاها، أو على أقل تقدير فقدوا حلمهم بالتثبيت الرسمي على وظائف حكومية. كل هذا لأن مسماهم الوظيفي مع شركات التشغيل يختلف عن طبيعة العمل الذي يؤدونه منذ سنوات، فهم يقومون بأعمال إدارية تؤهلهم لها الشهادات والخبرات. فلماذا جاء التعديل الآن؟ يقال إن هناك ٢٠٠ وظيفة حكومية ثابتة في الطريق، ومن هنا يجب أن تخلى تلك الوظائف من المتعاقدين!! غريب جداً أليس من الأولى أن تقوم الإدارة بمفاضلة عملية ودقيقة بناء على تقييم الأداء لسنوات عملهم الماضية؛ لتختار مجموعة منهم، فيمنحوا الوظائف الرسمية؛ لأنهم عملوا في المجال نفسه واكتسبوا الخبرات المطلوبة، بدلاً من تخييرهم بين القبول بالعمل الذي تسموا به على الورق (حارس وحارسة أمن) أو الخروج نهائياً؛ ليحل محلهم الموظف الجديد، ويبدأ اكتساب الخبرة من أول عتبة! ألا يستحق أحد منهم أن تتمسك به الإدارات وتعطيه الأولوية في الوظيفة الرسمية، بدلاً من أن يجدوا أنفسهم بين يوم وليلة بلا عمل وبلا راتب يعتمدون عليه. وإذا كان هذا هو المخرج الوحيد، كما يدعي المسؤول، فلماذا تستثنى بعض الأسماء لقريبة هذا ونسيبة ذاك (لدي أسماؤهم) ويركل غيرهم إلى الخارج بلا رحمة ولا تقدير للمسئوليات الملقاة على عاتقهم في البيوت.. أبناء وقروض وغيرها من التزامات. من قال إن العمل المنظم يتطلب أن يتجرد فيه أرباب العمل من الاهتمام بالحس الإنساني! ولا يفكر فيه إلا حين يقلب كفيه هازئاً بتوسلاتهم (لسنا وزارة الشئوون الاجتماعية)، ليتك تذكر أيها المسئوول أنك لا تعطيهم المال من جيبك، وأنك تسلب منهم حقهم في المفاضلة لتعرف من تُبقي ومن تصرف منهم، فالتمسك بالمسمى الوظيفي ليس معضلة إدارية، فهناك عشرات بل مئات الوظائف الحكومية التي يختلف مسماها الوظيفي عن طبيعة العمل الذي يمارسه صاحب الوظيفة، ولا شك أن الإدارة الصحية نفسها مليئة بمسميات وظيفية لبعض الأشخاص تختلف تماماً عما يمارسونه من عمل.لدي أسماء وأرقام هواتف لموظفات وموظفين تراوحت مدة بقائهم في الوظيفة بين 3 - 15 سنة، وفجأة ركلتهم أقدام سوء الإدارة إلى الخارج. فأين العدل في هذا؟ ولكن كيف أتساءل عن العدل ومدير المستشفى يرفض حتى مواجهتهم، والتحدث إليهم!! ويطردهم طاقم السكرتارية في مكتب مدير الإدارة!! وللحديث بقية.