زمن «الشبل» الجميل
في الزمن الجميل، كان هو صاحب الصوت الرخيم والطلة البهية والملامح الجادة والثقة الكبيرة، كُسرت اجداف غيره قبل ان يصل لقلوب مشاهديه كما فعل هو. تخصص في البرامج الثقافية فكان موسوعة تلفزيونية فذة قدم «أبناؤنا في الخارج» فزاد الشوق شوقا والبعد قربا، من منا لايتذكر «العالم في أسبوع» الذي أعده وقدمه لعشرات السنين؟ من ينسى روعة الالقاء بالفصحى من حنجرته وابيات نقشها (رغم انعدام التقنيات الصوتية) والبيت الشهير: العين بعد فراقها الوطنا لاساكن ألفت ولا سكنا وجه له سؤال ذات مرة فأجاب إجابة تدرس الآن في اقسام الاعلام وتخصصاته عندما قيل له: * في الإعلام السعودي يحرص البعض على ان يسبق اسمه حرف «الدال».. في رأيك لماذا اصبح هذا اللقب العلمي مهما لهذه الدرجة؟ * فأجاب: يصلح حرف «الدال» لأي مجال ما عدا الاعلام، ان كنت اعلاميا فان ذلك يوجد داخلك قبل ان تنهي دراستك الابتدائية. من منا لايتذكر الاستاذ والاعلامي والمذيع (ماجد الشبل) شفاه الله وعافاه. تذكرته عندما رأيته يمتطي السرير الابيض لمرض عضال وتذكرته عندما سمعت ورأيت وشاهدت مذيعينا اليوم وصراعهم الطويل مع اللغة ومخارج الحروف، كان من زمن العمالقة: مطلق الذيابي، بدر كريم، غالب كامل، جميل سمان وسليمان العيسى، فهل بقي في تلفزيوننا (جينات) لمثل هؤلاء العمالقة؟ والله المستعان. نافذة: لو كان لي جناح أطير به هل كان ينسى موعدي القمر؟ ذابت عيوني وهي تنتظر ما رفها هدب ولا وتر منذ الصباح هنا وأغنيتي والآن يأتي الأسمر النضر «ماجد الشبل».